العنصر الكوني الأقوى

mainThumb

11-01-2021 10:45 PM

خاطرة جميلة سمعتها مؤخرًا وأعجبتني، مفادها …

 
 
 
أننا نظرنا إلى الجبال فأدهشتنا ضخامتها وشموخها وظننا أن ليس هناك ما يستطيع تحطيمها
 
ثم أرسل الله الحديد فشقّ به الجبال
 
عندها اعتقدنا أن الحديد هو الأقوى بين جميع عناصر الكون… فأرسل الله النار التي أذابت الحديد
 
ورغم قدرتها على إذابة كل شيء… جاء الماء ليطفئ النار المستعرة ويثبت ضعفها
 
بدا وكأن الماء هو أقوى العناصر، إلى أن تبخّر وتحوّل غيومًا تسيّرها الريح كيف تشاء
 
المخلوق الوحيد الذي استطاع تسخير الرياح هو الإنسان
 
وهكذا تصورنا الإنسان أقوى المخلوقات على الإطلاق
 
إلا أنه هُزم وانكسر.. وغلبه سلطان النوم ليس إلا ….  أمرٌ لا يصدق
 
لكن النوم تلاشى أمام هواجس الخوف والهم والقلق
 
الآن يبدو وكأن لا يوجد ما يمكنه التغلب على ذلك كله
 
يبرز هنا دور الإيمان.. الذي يأتي ليهزم كل شيء ويتداعى أمامه كل شيء
 
نحن عندما نؤمن بأن
 
كل ما هو في الحياة مقدّرٌ علينا… ولا نملك من أمرنا إلا الشيء البسيط ولا أن نتحكم بمقدرات حياتنا كما أنه ليس بمقدورنا منع حدوث أمور لا بد لنا أن نمر بها..
 
وكل ما هو مقدّر هو حتمًا خيرٌ لنا ويصبّ في مصلحتنا… وليس المقصود به إيلامنا أو جعلنا نعاني… قد لا نرى الحكمة وراء حدوثه، حيث يحجب الألم بصيرتنا… لكن بعد ذلك بأيام أو ربما أشهر أو سنوات تتكشف أمامنا حقائق جديدة بحيث لا نختار إلا ما حدث لنا بالفعل… وقد يمر العمر ولا نكتشف الحكمة وراء بعض المحن إلا عندما نصل الدار الآخرة
 
أي مصاعب ومشاق ومصائب وتحدّيات نمر بها لا تعدو كونها فصولٌ في قصتنا، أو مشهد في مسرحيةٍ طويلة لم تكتمل فصولها، وعليه فليس بمقدورنا أن نخرج باستنتاجات قطعية بعد..
 
رغم عدم قدرتنا على التحكم فيما يحدث لنا إلا أننا ما نزال نملك السيطرة على كيفية استجابتنا لما هو مقدّرٌ علينا، وهذا يؤثر بدوره ويمكن أن يغيّر مسيرتنا المستقبلية (التي يعلمها الله ونجهلها نحن).. وعليه يتوجب علينا أن نواجه أقدارنا بإيجابيّة ومثابرة متواصلة، مع حمدالله وشكره في جميع الأوقات..
 
عندها لا يمكن للخوف أو الهم أو القلق أن يجدوا طريقهم إلى عقلنا أو قلبنا
 
يجب أن نبذل أقصى الجهد وكل ما نستطيع، لكن دون أن نفكّر للحظة واحدة بعدها بالعواقب أو بما سيأتي. فاللطيف الخبير وأرحم الراحمين هو من سيتكفّل بذلك
 
الإيمان هو بالمطلق أعظم وأقوى العناصر الكونية والذي ينهزم أمامه أي عنصرٍ آخر… خالق الكون وصانعنا أعلم بذلك وهذه علة تكرار وجوب الإيمان بالله واليوم الآخر
 
تمسّك بإيمانك.. تغيّر مسار حياتك


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد