التنمر .. الأسباب والعلاج

mainThumb

29-04-2021 02:41 PM

السوسنة - منة الله بني عامر وتقوى العيسى - عرف التنمر بأنه من أقبح الأفعال التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته ,والتي قد تعرضه للأذى الكبير من الناحية النفسية ,وهو اسلوب من اساليب العنف والإساءة التي توجه مجموعة من الأفراد الى شخص  يقومون بمهاجمته او التعرض له ويتم التنمر عليه بعدة اساليب منها التحرش او الإعتداء اللفظي او البدني وقد يصل الى اعتداءات عنيفة في بعض الأحيان.

 

وكما عرفه رئيس قسم الإرشاد بعمادة شؤون الطلبة بجامعة اليرموك الدكتور  حسن الصباريني ؛ بأنه مصطلح معاصر يقصد به الحاق الأذى بأي شخص استغلالاً بقوة جسدية او استغلالاً للسلطة او للمكانة او لضعف الشخص المتنمر عليه، وقد يكون الأذى جسديا او معنويا، بإستخام أساليب عديدة قد تكون بالقول او الإعتداء او التي قد تكون اكثر شيوعا بإستخدام مواقع التواصل الإجتماعي وهو ما يعرف ب (التنمر الإلكتروني).
 
وأضاف ان ظاهرة التنمر تولد أثار نفسية على الشخص المتنمر عليه وخاصة عندما تكون بشكل متعمد ومتكرر، وبالتالي ستكون حالته غير مستقرة  وقد تؤدي الى إضطرابات نفسية وخوف من مواجهة الناس، وقد تدفعه للرحيل عن موقع سكنه او ترك عمله او ترك دراسته حتى.
 
وأشار الصباريني أنه ومن اللازم دراسة حال المتنمر عليه ومعرفة الأسباب التي جعلت الأشخاص يقومون التعدي والتنمر عليه، ومعرفة انه هل من الممكن ان يكون انسان عاجز وضعيف او لديه نوع من الاضطرابات التي تجعله انسان خائف من مواجهة الناس، ويجب علينا معرفة هذه الأمور لنُخرجه من اي حاله هو يعاني منها.
 
وأكد  انها ظاهرة خطيرة ومقلقة ومرفوضة لما لها من أثار وخيمة، وأن لها أساليب عديدة والسكوت عنها خطأ، ويستطيع الإنسان ان يدافع عن نفسه بتقديم الشكاوى عبر منصة الجرائم الإلكترونية وان يستخدم حقه القانوني في ذلك .
 
وأفاد باسل الخطيب :"يجب علينا أن نقف بجانب الشخص المتنمر عليه لنمده بالقوة، وعلينا وضع حدود لجميع الأشخاص الذي يمارسون ظاهرة التنمر".
 
 وأضاف "ما فيه رادع منطقي للمتنمرين والرادع الوحيد هو ذاتك ليش لحتى تتنمر التنمر ما بكسبك مصاري ولا بزيدك حسنات". 
 
وأضاف بشار محمد ان التنمر سلوك عدواني وغير مرغوب فيه يهدف الى الاستهزاء بالاخرين، وانه ينظر لهم بعين الحقارة لأن الإسلام حرم الإعتداء على النفس ولو بكلمة واحدة، اما ردعهم يأتي بزيادة الوازع الديني والنصح والإرشاد .
 
وأشار موسى شباك برأيه ان التنمر مجموعة من الضغوطات او العنف التي يمارسها شخص تجاه شخص او مجموعة تجاه شخص وقد يظهر التنمر بأشكاله المختلفة منها التهديد او التهجم على الأشخاص بدنياً او معنوياً، وأنه ينظر اليهم بنظرة الكراهية لانهم يُعتبروا اعداء للنجاح والطموحات التي يطمح ويريد تحقيقها الشخص المتنمر عليه، ويجب علينا ردعهم بتنمية الفكر والوازع الديني لديهم عن طريق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وهي من افضل الصفات التي يجب على المرء التحلي بها منذ الصغر، وما يترتب على الاباء من توعية ابنائهم وتقديم النصائح لهم وتعليمهم اساليب كيفية التعامل مع الاخرين.
 
ويوجد هناك العديد من الاشخاص الذين واجهوا هذه الظاهرة وتعرضو للتنمر،  ومن خلال اجراء مقابلة إلكترونية معهم على منصات مواقع التواصل الإجتماعي؛ تم التعرف على بعض القصص التي  قصها اصحابها منهم، زيد ... الذي تم التنمر عليه بسبب شلل العصب المسؤول عن النصف الايمن من الوجه،  اثر هذا الشيء على حياته بشكل سلبي وحوله من شخص عادي الى إنسان إنطوائي ومنعزل عن الناس خشية التعرض للتنمر بشكل مستمر، وقد ترك هذا الأمر أثر على المدى الطويل في حياته ما جعل منه انسان غير مبالي لأي تصرف يخرج من الآخرين، عمل على تغيير حياته ومعالجة نفسه عن طريق النظر الى الجانب المشرق من حياته والنظر الى هؤلاء الناس على انهم هم من يملكون العيوب في التفكير. 
 
وأثنت أريج .. وهي من الأشخاص الذين تم التنمر عليهم؛ حيث تم التنمر عليها من صديقاتها المقربات سبب أنها شخص منعزل وأثر ذلك على حياتها وجعلها أكثر إنعزالاً، بسبب النظرات التي كانت تتلقاها والتي اشعرتها بأنها إنسان مختلفه عنهم وجعلها تردد مقولة (هل انا إنسان ناقص!) أثرت هذه الظاهره التي امتدت 3 سنين عليها بشكل كبير وما زالت تحت التأثير  (لأنو الإنسان ما بينسى). 
وأضافت أريج انها حاولت ان تعالج نفسها ، لكن كان هدفها الوحيد عدم الإختلاط بالناس أكثر، وان الله قد عوضها بصديقه.أخرجتها من ما كانت عليه. 
لا يمكن ان نتخلص من ظاهرة التنمر بسهولة لكن بإمكاننا أن نحد منها عن طريق الإرتقاء، والتثقيف، والتعرف على أشخاص جدد ومعرفة طريقة تفكيرهم، وعدم الإهتمام لفئة الأشخاص التي تقوم بزعزعة الثقة بالنفس وأن نتأكد بأن الله زرع بكل شخص الثقه التي تجعله قادر على إخراج نفسه من أي ظاهرة يتعرض لها ومساعدة الأشخاص المتعرضين للتنمر. 
 
#كفى_تنمراً
#لا_للتنمر
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد