الخلايا النائمة ودورها الخفي

mainThumb

04-11-2018 07:22 PM

يبدو ان الفكر المتطرف ما زال حريصا على العودة الى المناطق التي خرج منها لاثبات وجوده وتبرير فشله في مناطق سوريا والعراق.
الهجوم الارهابي المؤخر " تفجير امراة نفسها " بتاريخ 29/10/2018 والذي حدث في تونس، يشير الى ان الفكر المتطرف متواجد بشكل خفي في تونس، ويسعى الى استعادة نشاطه ومواصلة تنفيذ عملياته الارهابية بالرغم من ان تونس تحمل فكرا ديمقراطيا وتحاول قدر المستطاع استخدام لغة الخطاب المعتدل، الا ان الفكر المتطرف النائم يحاول ان يصحى من غفوته لاستكمال مشوار الارهاب والتطرف.
يُفسر عودة الفكر المتطرف الى تكريس نفوذ في بؤر محددة بعد الضربات المستمرة التي يتعرض لها من قبل الدولة، او التحالف الدولي، والتحالف الاقليمي والافريقي ضد الحركات التي تحمل طابعا ارهابيا.
عودة الفكر المتطرف من خلال الخلايا النائمة وهي عناصر قد تكون اعضاء او غير الاعضاء ضمن تنظيم معين، عناصر غير معروفة لدى الدولة وقد تكون نساء تسمى " الخلايا النائمة "، تسعى تلك الخلايا الى استعادة نشاطها بعد خسارة الموارد البشرية الاعضاء الاصليين في تنظيم معين.
يسعى الفكر المتطرف القيام بعمليات ارهابية من اجل استقطاب عناصر جديدة تحمل نفس الايديولوجية، تحاول فرض واقع بعد الهزيمة المتوالية في سوريا والعراق.
حادثة تفجير امراة في تونس تؤكد ان بعض النساء اللواتي رجعن، ما زلن يحملن مبررات للقيام باعمال ارهابية في بلادهن، وتتزامن تلك الحوادث بعد الصراع السياسي بين "حزب النهضة" و"نداء تونس"، وكأن الصراع بينهما بداية فوضى لتونس، ولاعادة تونس الى مرحلة جديدة تشهد تصاعدا في حدة العمليات الارهابية.
الخلايا النائمة ليس لها وقت محدد "متى ستصحو"، ناهيك عن كتيبة عقبة بن نافع القاعدية والتي تحمل طابعا متطرفا قد تساهم في شن حملات ضد الدولة.
شمال افريقيا من المواقع التي تعاني من هشاشة في الامن الامر الذي يساهم في نشر الارهاب في تلك المنطقة، الامر الذي يُكرر صورة الثورات العربية والتي قسمت بعض مناطق الشرق الاوسط، رغم خروج داعش منها الا ان سوريا والعراق على ارض الواقع مقسمة لسهولة السيطرة على الثروات فيها واطالة امد الحروب فيها.
ايضا التفجير الذي حدث في مصر مؤخرا "حادثة المينيا" يؤكد ان الارهاب لا دين له، ولا يفرق بين دين ووطن، كل العمليات الارهابية هدفها واحد زعزعة استقرار البلد القائم، والارهاب ايديولوجية معقدة وانحطاط بالفكر الانساني، لخلق الخوف ونشر اعراف لا تمت بصلة بالاديان السماوية والتي دعت الى التسامح والاعتدال.
الفكر المتطرف يتقنع باسم الدين، والدين براء منهم ، ويصفون انفسهم بالوطنية والوطن بريء منهم، والارهاب جريمة بحق الانسانية، والبشر متساوون بالكرامة بغض النظر عن الدين واللون، فالعنف لن يحل بل دمار على مستقبل الشعوب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد