فرعون هذه الأمة ..
ها أنا الآن أجلس على مقعدي في غرفة الصف ؛ بعد يوم شاق قضيته في إعراب ما كتبه لنا معلم اللغة العربية سالفا ، حيث كنت مجهدا في استخراج فاعل مستتر ؛ قدر عليه أن يكون في جملة اعتراضية تحكي قصة جعلت الأرض تضيق عليه بما رحبت فأمطرت عليه السماء في فصل الصيف ؛ وارتد جريحا منفعلا مكسور الخاطر والأنف ؛ وأصبح مخنوق الأحلام التي أصبحت ظمآنة ترتوي ماءها من نهر الخوف.
فبينما نحن جالسون ننتظر بدء الدرس؛ إذ دخل علينا معلم اللغة العربية - والاستفهام في وجهه - ذاهبا إلى السبورة؛ ليكتب لنا جملة جديدة للإعراب. فكان عندئذ يطلق نظراته إليّ دون التلاميذ ؛ ويخصني باستفهامات كانت ظاهرة في وجهه ، فلعله يقصدني مرة أخرى لأعراب ما سارع في كتابته على السبورة. تناسيت نظراته واستفهاماته ، وأخذت أتوارى بين التلاميذ للهروب من أسئلته المقصودة ؛ شاغلا نفسي بأشياء تخرجني من المأزق الذي سيضعني فيه ، ولكنه كان ينظر إلي بعين ترجوني للانتباه ويتقصّدني متغافلاً زملائي ، حتى سمعته يناديني بصوت عال : قم يا ولدي وأعرب ما كتبته لك، وعندما وقفت ؛ نظرت إليه وإذا به قد كتب : (فرعون هذه الأمة) نظرت إلى أصدقائي التلاميذ ؛ لعلي أجد من يسعفني بإجابة ؛ فلم أجد ، فأيقنت أنني وقعت في شباك ذلك المعلم مرة أخرى!! وبعد تفكير ليس بطويل ؛ تمكنت من إيجاد الحل الذي سيخرجني من ذلك المأزق ؛ فقلت له إن (فرعون) خبراً لمبتدأ محذوف ؛ و(الأمة) بدل مجرور من اسم إشارة مبنية على الكسر ، فأخذ يهز رأسه معلنا القبول بما سمعه مني ؛ ولكنه عاد من جديد ليسألني عن المبتدأ المحذوف ؟؟ فقلت: إنه مبتدأ محذوف تقديره (هو) حذف من الجملة لأنه معلوم بالتصاقه بالفرعنة ؛ فهز رأسه مندهشا لتلك الإجابة ولكنه عاد ليسألني ثانية : من هو المبتدأ ؟؟!!
فامتطاني خوف كخوف ذلك اليوم الذي طلب مني فيه استخراج الضمير المستتر، فذهبت إلى منزلي مهزوما لعدم مقدرتي على إيجاد ما طلبه مني ؛ وظللت مهموما طوال النهار سائلا هذا وذاك عن ذلك المبتدأ المحذوف ؛ فلم أجد حلا !! وظللت كذلك حتى غلبني النعاس فاعتليت سريري راجيا أن ألقى الراحة ؛ هاربا من ساعات التفكير التي تنتظرني. وبعدما استيقظت من نومي ذهبت لأجلس مع والدي وأرجوه جوابا شافيا ؛ يريحني من نظرات المعلم الذي أخذ يتقصدني بأحجياته المتسمرة ؛ ولكني لم ألق لديه الجواب … وبينما أنا منهمك في التفكير استرعى انتباهي محاضرة تلفزيونية يعرضها إعلامي فذ ، يتكلم عن رجل ص?Zل?Zب?Z أحلامنا في مهدها ؛ وجدع أنف الحقيقة أمامنا !!! فجعل الجهل يتستر بالحِك?Zم ؛ وأخذ العدل يتنكر للذمم ؛ فصار الحق يتداعى مقهورا ؛ والباطل يعلو كالهرم ؛ بعد أن أمست ولاياته شرطيا وظلمه تجبراً على الأمم ، فأمسى اللص يحرس بستاننا والذئب يتكفل بالغنم !!! وتضخم برغوث الدنيا وأصبح المارد كالقزم.
عندها توسعت مداركي بما سمعت ؛ فقد عرفت المبتدأ المحذوف من تلك الجملة ، حيث كان رجلا أصفر مجعد الوجه ؛ ذائب العضلات ؛ قزم الأفكار ؛ بعيد الهدف وطموحاً بالعدوان ، قد تمادى في أراضينا بعد أن ارتدى جلد ضبع كاسر ؛ فجعل حرية رأينا أسيرة تُقمع ؛ وفي وضح النهار تُجلد وتُصفع ؛ حتى صارت الأيام عرفية من صدرها ؛ وصار سم الخياط أمام رأينا أوسع ؛ وغدونا نحلم بلقمة بعد التجوّع تشبع ؛ فقد أحرز فوزا في السباق ؛ وكيف لا ؟؟؟ … والضبع أقوى في السباق وأسرع !!!!!
الأمن العام: وفاة جديدة لشاب جرّاء الاختناق بسبب مدفأة الشموسة
براءة الذمة المالية تصبح إلكترونية في عدد من البلديات
تنظيم منتدى الرياضيين الأردنيين بدعم من اللجنة الأولمبية
دورة متخصصة بمجال الصحة النفسية في الطفيلة
طلقني يحقق قرابة مليون مشاهدة بأقل من ساعة
4 شهداء بينهم قيادي في القسام بقصف إسرائيلي غرب غزة
نقابة الصحفيين تبحث مقترحات صندوق الإسكان
هل حذف أحمد السقا فيديو محمد صلاح
خطة لإنشاء مواقف سيارات طابقية وسط مدينة السلط
أوقاف عجلون تعقد امتحان مستويات تلاوة القرآن الكريم
4 شهداء جراء قصف الاحتلال غرب مدينة غزة
الشركس: الدينار حافظ على استقراره منذ عام 1995
الشوبكي: كيف دخلت صوبة الشموسة الأسواق الأردنية
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
إعادة 6000 شخص إلى مناطقهم بعد ضبط الجلوة العشائرية
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز


