صحيفة السوسنة الأردنية

لقد اثبت أبطال غزة بان النصر لا يكون بالعدد بقدر أن يكون بالعدة والإرادة والإيمان بالله و الهدف والقضية.

ومما يثير الانتباه في كل هذه الملحمة البطولية التي يؤديها المجاهدين هناك ، أن رجال المقاومة زادوا من أعداد وتعداد الصواريخ التي تدك مضاجع "الكيان الصهيوني" في مغتصباته وبهذا يثبتون ما كانوا يتوعدون .

ولكن ومن جانب أخر نشعر بالخزي والعار لمواقف بعض القادة العرب ممن تمثل دولهم قوة بشرية وعمقا استراتيجيا لا يستهان به....ولكن كما يقول المثل فإن ""الخيل من الخيال""... فقد اثبت الأردن بقيادته وحكومته وشعبه حقيقة هذا المثل من خلال تناغم غير مسبوق بين الحكومة والشعب وها هو دولة الرئيس كما عهدنا يطلق تهديدا بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني نصرا لفلسطين في الوقت الذي يصرح به زعيم اكبر دولة عربية بأن "إسرائيل"" تحتل القطاع وبالتالي هي المسؤولة عن المعابر ومن "حقها" أن تراقب وتشرف على كل ما يدخل ويخرج عبر معبر رفح... ....اي عهر سياسي هذا؟

أي مؤسسة دينية او سياسية تلك التي تعطي صكوك الغفران؟؟ أي بلفور هذا الذي يعطي لليهود حق ارض غزة وبوابتها في رفح؟!!! وامعتصماه.... واصلاح الدين...... ... أين انتم من قادة لا يرتقون بمستوى القيادة ...

أين انتم من شعوب مكبلة من التعبير عن آرائها... . إن المتتبع لتسارع الأحداث يلاحظ تطورا محمودا في الموقف الرسمي الأردني وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على وعي القيادة وحكمتها إضافة لتفهم الحكومة لتطلعات الشعب ومستوى الحدث.. .. إن الموقف الأردني انتقل من الشجب والتنديد إلى تصريح جلالته في الأخير والذي أشار من خلاله بان الأمر بات لا يحتمل السكوت وها نحن نسمع من دولة الرئيس تصريحا غير مسبوق تمثل بالتهديد بإعادة النظر في العلاقات مع الكيان الإسرائيلي ونتمنى أن يتطور هذا الموقف إلى "طرد"" سفير الكيان الصهيوني لتتبعه خطوات لاحقه. قد يقول البعض ماذا نملك لنفعل ؟!!! وهنا فأنني اعتقد بأن الإرادة والتصميم والإيمان بالله و بالقضية هي أهم عناصر النصر لحزب الله على العدو الإسرائيلي وها نحن أمام موقف جديد وبظروف أصعب حيث نرى هذا الصمود البطولي لرجال المقاومة الشرفاء في غزة العزة وبطولاتهم التي يسطرونها أمام الله والعالم.

أن الموقف العربي جد مخزي ممثلا بموقف الدول العربية الكبرى بالسكان "قوة بشرية" والمساحة " عمق استراتيجي" وقوة المال ... إن موقف الأردن والذي يفتقر لكل هذه الميزات أثبت أن" الخيل من الخيال" وليس العكس..فالأردن اثبت بأنه من أكبر الدولة العربية بمواقفه ودعمه للأحبة في فلسطين كما أثبتت قوى المقاومة الفلسطينية بأنها أسطورة تستحق منا كل التقدير والاحترام.

اخيرا وليس آخرا... ربي أسألك نصرا مبينا...ربي اسألك نصر مظفرا لعبادك في غزة العزة...ربي اسالك نصرة كل من ينصرك وينصر اهل غزة.... ربي اسالك واتذرع إليك أن تنتقم من كل قصر ويقصر ويتآمر على الأخوة في غزة ... الموت للعملاء... الموت للخونة..... الموت لمن يمتلك عناصر القوة ليخذل بها الأمة.... ولتفتح معابر الخزي والعار لتطهر بدماء الشهداء والأحرار... ودمتم.