شعبان .. شهرٌ وفضلٌ ومعنى

mainThumb

23-07-2009 12:00 AM

الشيخ محمد عايد الهدبان

كثير هي الأسماء التي تختلف من مكان إلى مكان ، ومن قوم إلى قوم ، ومن زمان إلى زمان ، حيث تختلف دلالة الكلمات بحسب نطقها بين الأفراد بمرور الزمن ودورانه .

ومن هذه الأسماء شعبان ، وكلامي ليس عن الاسم بذاته إنما بتركيبه الذي معه وهو " شهر شعبان " حيث نحن مقبلون على هذا الشهر المبارك ، لذلك ارتأيتُ أن أتكلم عنه من حيث معناه اللغوي و والدلالي ، ومن جهة أخرى أتكلم عن فضله الذي لا بدّ لنا أن نعلمه لكي يدخل علينا ونحن على بينة واعية وصحيحة به .

أما من حيث اللغة ، فـ له كثير من المعاني ويختلف من تركيب الى تركيب ومن حال الى حال ، حيث وجوده قبل رمضان وبعد رجب جعل له من اسمه نصيب ، فتقول العرب : ( فبشر شعب رأسك بانصداع ) أي انه قسمان لذلك يقال : هما شعبان أي مثلان ، وعلى هذا سمي شعبان باسمه لأنه ظهر?Z بين شهرين هما رجب ورمضان ، ويؤكد ذلك حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ) ؛ وقيل انه اسم للشهر بسبب ت?Zش?Zعُّبِهم فيه أ?Zي ت?Zف?Zرُّقِهِم في ط?Zل?Zبِ الـمِـياهِ، وقيل في الغارات ؛ وغيرها الكثير منها : اسم لقبيلة واسم لموضع في الشام ، ومن المعاني العجيبة لهذا الشهر والتي ذكرها بعض أهل اللغة وهو العجلان أي أن ش?Zعْبانُ لسُرْع?Zة نفاد أ?Zيّ?Zامه؛ ولكن فنّد?Z هذا الكلام ابن سيده فقال : وهذا القول ليس بق?Zوِيٍّ لأ?Zن ش?Zعْبان إِن كان في زمن طُول الأ?Zيام فأ?Zيّ?Zامُه طِوالٌ وإِن كان في زمن قِص?Zر الأ?Zيام فأ?Zيّ?Zامُه قِصارٌ، وهذا الذي انْت?Zق?Zد?Zه ابنُ سيده ليس بشيء لأ?Zن شعبان قد ثبت في الأ?Zذهان أ?Zنه شهر قصير سريع الانقضاء في أ?Zيِّ زمان كان لأن الصوم?Z ي?Zفْج?Zأُ في آخره فلذلك سُمِّي الع?Zجْلان .

كل هذا من حيث اللغة والمعنى لهذا الاسم " شعبان " وذكرت كل ذلك استئناساً ، لأن اللغة لها لذة وحلاوة في اللسان ، و هذه الاعتبارات كلها لكي ندخل في نصيحة عامة لهذا الشهر القريب منا ، لأنه سيكون ضيفاً عزيزاً علينا بعد أيام قليلة . ومن هنا نتكلم عن فضله .

لهذا الشهر فضل عظيم وكبير يغفل عنه الناس ، وينسون أو يتناسون الأعمال الصالحة التي فيها نجاة لهم ، ومعلوم في السنة أن أعمال الأسبوع ترفع في يومي الاثنين والخميس لحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام :
(إن الأعمال ترفع يوم الاثنين و الخميس ، فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم ) وكذلك أعمال السنة كلها ترفع في هذا الشهر الذي تكلمنا عنه وعن معناه وتركيبه وذلك للحديث الذي رواه النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، فقال : " ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " .

فهذه نصيحة عامة أن نبادر الى العمل الصالح قبل " فوات الفوت " كما كان ينطق بها كبار السن قديماًً وخاصة الذين بينهم وبين قرنائهم وأقاربهم وأصدقائهم خصومة .

لأن النصف من شعبان سيكون هناك جائزة للذين عملوا على صفاء سرائرهم ونياتهم فقال عليه الصلاة والسلام : (( إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن )) ؛ والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه خصومة .

نحن في بلاد مباركة وهي الأردن ، أنعم الله علينا الأمن والأمان ، فعلينا أن نحافظ عليها لكي تبقى آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان .

أدعو الله لهذا البلد الحبيبة إلى قلبي الأردن وسائر بلاد المسلمين بالخير دائماً .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد