مسؤولية الكتابة الادبية

مسؤولية الكتابة الادبية

25-07-2009 12:00 AM

زكريا ابراهيم العمري

إن ممارسة الكتابة بالنسبة للأديب تتشابه الى حد كبير مع عملية التمثيل الضوئي بالنسبة للنبات لا غنى له عنها , كذلك الأديب لا يستطيع أن يستغني عن القلم فهو يعبر بواسطته عن نفسه ويعطي من خلاله فكرة واضحة من عصارة جهده وتمحيصه للامور والتغلغل في معرفة اسبابها ومسبباتها 0

فالأديب إنسان ذو قريحة ناضجة ومشاعر متوقدة طالما تاقت الى الانبثاق من جوهر العقل الى مخاطبة وجدان الناس وملامسة عقولهم بروية دون اندفاع طائش أو تأن ممل , فالاديب الحادق القادر على ترويض قلمه هو ذلك الذي يعبر عنها غيره فيكون انتاجه الادبي مقنعا وفي الوقت ذاته مستساغا لدى عامة القراء لان الكاتب الناجح هو من استطاع ان يفهمه محدودو الثقافة قبل واسعيها , ولا اقصد بذلك ان يهبط الكاتب باسلوبه وينحدر به رغبة منه فقط في استقطاب اكبر عدد ممكن من القراء بل يجب على الاديب ان يحافظ على مستواه الادبي سواء في التعبير الراقي او التركيب اللغوي المرن الذي يسمح بايصال المعاني الى الاذهان بسلاسة دون تعقيد او شعور بتفاهة الكاتب , ومن هذا المنطلق نجد الفرق واضحا بين لفظتي الكاتب والاديب فليس كل كاتب بالضرورة اديبا , ولكن كل اديب لا بد ان يكون كاتبا 0

فالأديب من دانت له الكلمة بالولاء وكانت رهن إشارته يتصرف فيها كيف ما يشاء يرفع بها قدره بين الناس او تهبط به الى الحضيض, اما الكاتب فهو من خط بقلمه كلمات او عبارات لا يلزمها الابداع الفني الذي يختص به عموم الادباء الذين يفنون اعمارهم في مقارعة الافكار ومنازلة الكتب التي تحتوي عليها , فلا ترى الواحد منهم الا وهو يجلس بين تلال منها يرتشف من رضاب العلم والثقافة والفن والادب وجميعها للادباء اهم من طعامهم وشرابهم يدفعون من اجلها كل غال ونفيس يقتنون من الكتب والمؤلفات 0

واخيرا ليس كل كتاب قيم يجد من يقرأه خاصة من قبل الشباب عماد الامة وسندها في اوقات المحن الذين يقع على عاتقهم النهوض بالمستوى الحضاري لاوطانهم وتنفيذ افكار أدباء وعلماء عصرهم عمليا حتى يصبحوا صانعي التاريخ حقيقة لا مجازا ووفق الجميع لما فيه خير وصلاح هذه الأمة 0

zakariaalomari@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد