حلول عملية لظاهرة الشغب في الملاعب الاردنية

mainThumb

23-07-2009 12:00 AM

احمد خليل القرعان
اخذت ظاهرة الشغب في الملاعب الاردنية ابعادا لم يعد من المنطق السكوت عليها تحت اي ذريعة او حجة كانت. فالهتافات المسيئة لوحدتنا الوطنية لم تتوقف منذ عام 1981 والى الان, ولم نرى خطوات عملية للتخلص من مطلقيها ومروجيها وداعميها.
كلنا يتذكر ذلك الهتاف"بالطول بالعرض راح نمسح بيكو الارض", وكنا نقول يومها بانه خارج عن نطاق الادب , فامسينا نبحث عنه ونتمنى لو بقي وتلاشت هتافات اليوم, التي اطلقها بالامس فئة مندسة بين جماهيرنا الكروية الطيبة, والتي افشلت علينا متعة متابعة ديربي كرة القدم الاردنية في مدينة الزرقاء.
إن الفترة التي شهدت الصراع المرير على البطولات بين الفيصلي والرمثا والحسين اربد والاهلي والوحدات والجزيرة في بداية السبيعينيات ونهاية منتصف الثمانينيات, كان لها وقع خاص على ملاعبنا , لوجود المنافسة الحقيقية بين اكثر من ناد, الامر الذي ادى الى افشال ظاهرة الشغب وشتتها وقلل من اهميتها.
واليوم بتنا جميعا مسئولين وجماهير واداريين, نطالب ليل نهار بالمناداة بايقاف الهتافات وشغب الملاعب, ولا زلنا نرواح مكاننا, لاننا لم ناتي بمحاولات جدية لايقاف تلك الظواهر حتى تفاقمت واستفحلت.
فدعونا نعترف بصراحة رحمة بالوطن, باننا قدمنا لمن يثير الشغب في ملاعبنا بعض التسهيلات , حيث باتت الهتافات وسيلة ضغط للكسب المادي, وكم من شخص منح عطايا لاولئك الذين يثيرون الشغب في ملاعبنا, للخلاص من السنتهم وهتافاتهم, وهم معروفون لدى الجميع ولسنا بحاجة للبحث عنهم وسط جماهيرنا الطيبة.
كلنا يتذكر بان الاجهزة الامنية وادارة ناديي الفيصلي والرمثا في غمرة تنافسهما على اللقب في بداية الثمانينات, كانوا اذا ما ارادوا السيطرة على المدرجات وجماهيرهم, فما كان عليهما الا استدعاء شخصين فقط هما كبير مشجعي الفيصلي و كبير مشجعي الرمثا, اللذين تحملا مسئولية وطنية كبيرة لا زلنا نتذكرها لهم, فكانت الجماهير تهدى بهدوئهما, وتثور بثورانهما.
ولان قضية مباريات الوحدات والفيصلي لم تعد قضية رياضية, بل اخذت تتلفع بقوالب السياسة وترتدي ثوبها, الى درجة ان المجتمع الاردني كله يقف على رجل واحدة لحين انتهاءالمباراة.
ولاهمية الموضوع دعونا نتكلم بصراحة للوصول الى حلول سهلة وممكنة للحد من ظاهرة الهتافات غير اللائقة والمؤذية للمشاعر الانسانية في بلد يعيش به كل فئات الامة العربية بسلام وامن وطمأنينة لا نجد مثيل لها في كل بلاد الدنيا, ومن هذه الحلول:-
• دعوة نادي الوحدات الى فتح ابوابه لكل فئات الشعب الاردني فورا ودون تردد اسوة بناديي البقعة وشباب الحسين, ومنع انغلاقه على فئة معينة من ابناء شعبنا الطيب, قد يكون له الاثر الاكبر في الفتنة التي تعيشها ملاعبنا شئنا ام ابينا.
• كلنا يعرف في الوسط الرياضي,بان مثيري الشغب في ملاعبنا معدودون على الاصابع ومعروفي الهوية , ولكن هناك بيننا من ضخموهم باغداقهم المنح والعطايا للسلام من السنتهم داخل الملاعب, وعلى الاجهزة الامنية التصدي لهم بدعوتهم ومنعهم من دخول المباريات, او ادخالهم للمباريات ووضعهم في مكان محدد من الملعب لسهولة مراقبتهم.
• منع ادارات الاندية ومرافقي الفرق الرياضية واللاعبين من الاتيان بشعارات او حركات من شانها ان تلهب وتؤجج مشاعر الجماهير الاخرى, كما فعل بعض رؤساء الاندية في الموسم الفائت حين رفعوا اشارة النصر, مما ادى الى اطلاق الجماهير لأقسى انواع الشتائم له ولناديه, ولولا هذا الشعار ما كانت الجماهير قد اثيرت يومها, علما بان المباراة قد انتهت بصورة طبيعية ولم تشهد اي اعمال شغب.
وليبقى شعارنا الوطن اغلى من الجميع, والوحدة الوطنية هي الاسم والعنوان والهوية.
Quraan1964@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد