هيلاري تحاكمنا من هاتف نيك روبرتسون

mainThumb

27-11-2007 12:00 AM

على مدى ثلاثة أيام لم تنشغل شبكة الأخبار الأميركية "CNN" سوى بقضية "فتاة القطيف"، حتى حلت جمعة الانتخابات الرئاسية في لبنان، فتراجعت قصتهم الخبرية الأولى.  و"فتاة القطيف" هي القصة التي خطفت الإعلاميين الأجانب زوار قمة "أوبك"، رغم ضجيج تصريحات الرئيسين أحمدي نجاد وشافيز.
القصة مهمة، وتعني الكثيرين من أبناء الشعب، ووزارة العدل حاولت اللحاق بتفنيد ادعاءات خصومها. وما بعدها، هي المتابعة المكثفة من بعض وسائل الإعلام الغربي. ولعلي أتفهم حرصها على المتابعة؛ لأن الصورة التي بنيت عن الحكم وحيثياته دفعت الجميع إلى الدهشة. وهنا، لست في مكان الوقوف مع أي طرف؛ الفتاة أو القضاء. لكنها من الحوادث النادرة بلا شك.

ما فعلته "CNN" تحديداً، أنها تلقفت القصة من طرف واحد، وبنت مصداقية روايتها للقضية على اتصال مراسلها نيك روبرتسون من مكتب القناة في لندن مع المدعية ومحاميها فقط.

نيك روبرتسون، كبير المراسلين، الذي كان على الهواء معظم النشرات في الأيام الثلاثة، ورغم أن ذلك يخالف القواعد المهنية التي عودتنا عليها القناة، فقد أجاز لنفسه شرح القضية، بل ووضع نفسه بهيئة القانوني المختص، دون أن يكون قد زار البلد لتغطية الحدث، أو التقى بأطراف القضية الآخرين، فضلاً عن نقل رأيهم، أو تبريراتهم. ينقل لهم من لندن ما جرى في محكمة القطيف عبر هاتفه.

وتماشياً مع الموجة الشعبية، في كون مثل هذه الحوادث أكثر استفزازاً لمشاعر المواطن الأميركي، الناخب في سباق الرئاسة بعد عام، من عمليات "القاعدة"، التقطت مرشحة الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ما يمده روبرتسون للمشاهد، وذهبت تشن حملة ضد السعودية، بحثاً عن أصوات جديدة تعزز كفتها داخل الحزب الديموقراطي، وهو الحال الذي فعله منافسها في الحزب باراك أوباما أيضاً.

لا بأس مع ما فعلته السيدة هيلاري، فهي تتاجر للكسب السياسي، ولديها الاستعداد لممارسة ما هو أكثر من ذلك لضمان تذكرة الدخول إلى البيت الأبيض رئيسة، لا زوجة. الخطأ، والعيب أيضاً، فيما فعله روبرتسون، الذي تجاوز قواعد المهنة، فذهب المشاهد الأميركي والعالمي ضحية للقصة المنقوصة، بمن فيهم هيلاري أبرز الضحايا. حاول الصحافي الأميركي أن يقنعنا على قدرته في عرض القصة بموضوعية من هاتف متحرك، وأنه على اطلاع جيد بها، وحاله لن يكون أفضل من ملايين من الشعب السعودي الذي لم تصلهم القصة كاملة حينها.

لا أظن أحداً يشكك في أهمية حقوق الإنسان، وتحقيق العدل، وحماية المرأة من العنف، هذه قضايا أساسية يجب علينا كسعوديين العمل على تبيئتها، ولكن ليس عبر حملات إعلامية موجهة ضد شعب بأكمله، والأسوأ أن يتم ذلك - لا أقول باختلاق- بعيداً عن تحري الدقة والتحقيق.

فات على الصحافي أن قرارات ولي الأمر "أبو متعب" بإصلاح النظام القضائي ما زالت طازجة، وأنها جاءت حصيلة للمطالبة الاجتماعية، والآن انتهت تغطية نيك روبرتسون ولن تستكمل القصة حتى نهايتها، وخلاصتها عند المتلقي الغربي: الشعب السعودي راضٍ عما جرى!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد