جورج غالوي .. الأكثر إنسانية ــ الأكثر عروبة

mainThumb

10-01-2010 12:00 AM

اسما عرفه العالم كله ثائرا على الظلم والظالمين ، قويا في مواجهة الطغاة والمجرمين أي كانت مواقعهم ومسؤولياتهم ، شجاعا في قول كلمة الحق مهما كان الثمن غاليا ، اسمه علما من الأعلام البارزة بالعصر الحديث وبقدر ما أحبت شعوب العالم النامي اسم جورج غالوي كرمزا للحق والعدل والإنصاف بقدر ما كرهت تلك الشعوب اسم المجرم جورج بوش الأب والابن بعده وأستطيع أن أقول بأمانه أن اسم جورج غالوي وغيره من الرموز البريطانية أعادوا الاعتبار لبريطانيا لدى كل الشعوب النامية بعد إن ارتبط اسمها سابقا بالاستعمار والاحتلال ونهب خيرات الشعوب ، وكمؤسسة لدولة العصابات الصهيونية المجرمة التي تعرف بإسرائيل .

وجاء غالوي اليوم وقبله وبعده الكثير من الشرفاء البريطانيين وفي كل المجالات ليثبتوا أن بريطانيا ليس كلها بلفور صاحب الوعد المشئوم أو بلير مجرم الحرب وقاتل أطفال العراق مع سيده جورج بوش الابن ، ورغم تغلغل الصهيونية بكل أجزاء الإمبراطورية العتيقة ولكنهم فشلوا في النيل من جورج غالوي وغيره من الشرفاء ونحن كعرب تحديدا ليس لنا خصومات مع الشعب والثقافة البريطانية ولكن السياسية البريطانية كانت دائما عدائية اتجاه امتنا وشعوبنا ، فهي من قسمت ووطننا العربي الكبير لدويلات ومشايخ متناحرة وأقامت لقيطا يدعى إسرائيل على حساب شعبنا العربي في فلسطين لكي يكون ذلك اللقيط المسمى بإسرائيل كلب الحراسة للمصالح الامبريالية التي كانت تمثلها بريطانيا ولتمنع أي وحدة أو تقارب بين عرب المشرق والمغرب ولتكن الفاصل بين أبناء الأمة الواحدة.

جورج غالوي يمثل اليوم الوجه الجميل لبريطانيا وأقول بأمانة أنه وعدد كبير من الشرفاء في بريطانيا أضافوا للقوة الناعمة الانجليزية شيئا كبيرا وقد أعطوا صورة مثالية عن بريطانيا الأخرى الجميلة غير الدولة الاستعمارية الأولى التي عرفها العالم وعبر عصور طويلة ، أن جورج غالوي الإنسان الرائع يصعب وصفه بكلمات هنا وهناك انه تلك الشعلة المضيئة في سماء السياسية البريطانية الحالكة بالظلام انه الرجل الذي خاض معارك الحق والعدل والقانون ومناصرة الشعوب الضعيفة مع قوى الظلام الصهيونية في بريطانيا وأمريكا وانتصر عليهم بالمنطق والحق ، ولعل العالم يتذكر تلك المناقشة التي حدثت بينه وبين الصهاينة الأمريكان جماعة منظمة ايباك في الكونغرس الأمريكي حيث تحول جورج غالوي لقاضي يحاكم أولئك الراقصين على جراح الأمم ومآسي الشعوب والداعمين للإجرام والمجرمين ، ويومها سمع الشعب الأمريكي المغّيب تماما كلاما لم يعرفه من قبل وخرج غالوي منتصرا بالحق وقوة المنطق في الوقت الذي ثارت عليه كل أحقاد بني صهيون وأعلنوا عليه حربا قذرة لا أخلاقية وحاولوا إسقاطه في انتخابات مجلس العموم البريطاني ولكنه خرج في كل المعارك منتصرا واحتفظ بمقعده في مجلس العموم البريطاني الذي أصبح شبه دائم بإرادة أبناء شعبه من دعاة الحق والعدل والإنصاف في هذا العالم ،وما قام به جورج غالوي عجزت عنه كل البرلمانات العربية وحكومات العجز والتآمر التي تتحدث بالعربية حيث رأينا ما حصل معه من أمر يندي له الجبين في مصر للأسف .

35 عاما أمضاها جورج غالوي مناضلا من أجل القضايا الإنسانية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية بالطبع وتحمل من أجل مبادئه والقيم الرفيعة التي يحملها أذى الصهاينة وحروبهم القذرة ناهيك عن حروب عملائهم من الطابور الخامس في امتنا العربية ، انظروا ماذا حدث لقافلة شريان الحياة التي يقودها غالوي في مصر كامب ديفيد وكيف تطاول الغلمان وسفهاء النظام على قامته العالية في الوقت الذي احتضنته كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج وفي مقدمتها الشعب المصري الكريم ، جورج غالوي الذي غادر صفوف حزب العمال البريطاني عندما انحرف الأخير عن طريقه الصحيح وأسس حزبا اسمه حزب الاحترام والذي شكل ثورة بيضاء على انحراف حزب العمال ، جورج غالوي مناضل عظيم دافع ويدافع عن القيم الإنسانية السامية وهو صورة مشرفة لبريطانيا الأخرى ونموذجا رفيعا للقابضين على جمر المبادئ والقيم الإنسانية العظيمة .

أخينا الكبير جورج جالوي ، تحية إليك وسلام عليك من كل إنسان حر في هذا العالم ، فقد جسدت بمواقفك العظيمة كل معنى القيم والتعايش السلمي والحوار القائم على احترام الآخر بين كل الأمم والشعوب وانك ليس نائبا في البرلمان البريطاني ولكن نائبا عن كل الضمير الإنساني في هذا العالم ، وفقك الله وآملين أن تكون شريان الحياة التي تقودها صرخة حق ونداء ضمير لكل أحرار العالم بالتحرك لوقف الحصار الظالم والعدوان الإجرامي المستمر من الصهاينة وعملائهم الذي بعضهم ينطق العربية الذي سيبقى وصمة عار على أمريكا وعملائها في كل مكان وزمان .

شكر وتقدير للحكومة الأردنية

كما يسعدنا أن نسجل هنا الشكر والتقدير للموقف المشرف للحكومة الأردنية بتسهيلها عمل قافلة شريان الحياة وتقديم كل التسهيلات اللازمة وإعفائهم كما قيل من ضرائب الدخول والخروج الأمر الذي أوجد ارتياح شعبي في كافة أنحاء الوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد