الريلزات… من التسلية إلى بيئة خصبة للاحتيال

mainThumb

21-09-2025 11:37 PM

لم تعد المقاطع القصيرة أو ما يُعرف بـ"الريلزات" مجرّد وسيلة للترفيه وتمضية الوقت. فخلف هذا السيل المتواصل من الصور المبهرة والمقاطع السريعة، تكمن تحديات نفسية واجتماعية واقتصادية قد تقود بعض الشباب إلى مخاطر حقيقية، أبرزها الوقوع في شباك الاحتيال المالي وأساليب غسل الأموال.
تعتمد معظم هذه المقاطع على الإبهار والمبالغة: سيارات فارهة مستأجرة، حقائب فاخرة مُعارة، أو منازل تم تصويرها بشكل عابر لإيهام المشاهد بأنها ملك لصاحب الفيديو. هذه الصورة المصطنعة تزرع لدى المتابع إحساسًا بالنقص، وتدفعه إلى مقارنة نفسه بحياة مزيفة لا وجود لها على أرض الواقع. النتيجة هي شعور بالإحباط والضغط النفسي، قد يقود إلى البحث عن أي طريق سريع لتعويض هذا الفارق.
فهذا الشعور يُستغل من قبل شبكات منظمة وأشخاص يروّجون لاستثمارات وهمية أو مشاريع سريعة الربح. تحت إغراء الثراء الفوري، يجد بعض الشباب أنفسهم ضحايا لعمليات نصب أو أدوات غير مباشرة في عمليات غسل أموال. فالإعلانات التي تَعِدُ بـ"تحقيق الملايين من المنزل" أو "الاستقلال المالي خلال أشهر" غالبًا ما تكون بوابة للاحتيال أو لجرّ الأفراد إلى نشاطات مشبوهة.
المشكلة لا تقف عند حدود الفرد، بل تمتد لتشمل المجتمع بأكمله. ارتفاع معدلات الاحتيال المالي يعني فقدان الثقة بالمنصات الرقمية، وزيادة الأعباء على الأجهزة الرقابية والقطاع المصرفي. كما أن تفشي ثقافة "الثراء السريع" يهدد قيم العمل الجاد والنجاح القائم على الجهد والمعرفة.
فمن المهم أن نزرع لدى الشباب والمجتمع وعيًا بأن ما يُعرض على هذه المنصات ليس حقيقة كاملة، بل مجرد مشاهد منتقاة بعناية أو حتى مفبركة. لا بد من تعزيز مهارات التفكير النقدي، وتوعية الأفراد بطرق التعرف على أساليب الاحتيال الشائعة. كذلك، يجب على الجهات المختصة تكثيف حملات التوعية ومراقبة المحتوى المضلل الذي يفتح الباب أمام أنشطة مالية غير مشروعة.
فالريلزات قد تبدو مجرد تسلية يومية، لكنها في حقيقتها تحمل أثرًا عميقًا على النفس والمجتمع. الوعي بخطرها، وعدم الانجرار وراء الصورة اللامعة، هو خط الدفاع الأول لحماية الشباب من الوقوع في فخاخ الاحتيال وغسل الأموال.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد