السفارة الاردنية في قطر .. الاردن في قطر

mainThumb

09-05-2010 01:06 AM

 حين تقترب من مقر السفارة الاردنية في دولة قطر, يكاد قلبك يطير شوقا الى ربوع الاردن مع كل رفرفة للعلم الاردني المتباهي عزة وكرامة فوق بناية جميلة قديمة على شاطئ البحر ومحاطة بأشجار كثيفة تراكمت أوراقها المتساقطة على الارض فشكلت تذكارا جميلا كمدينة رومانية اعياها التعب.

 


 والصمت المطبق شيمة سفارتنا ...لا تسمع منا ولا نسمع منها... فمنذ زمن لم اسمع او ارى كلمة السفارة الارنية في الصحف المحلية ولم اسمع عن اي نشاط نظمته السفارة. الارنييون في قطر لا يعرفون عن السفارة الا موقعها وذلك الباب الحديدي المتروس اقفالا... حتى انك تسمع دوي الصمت من بعيد.

 


في بلاد الغربة ليس لك ان تكون شماليا او جنوبيا...غربيا او شرقيا..... فالعلم  يزين جباه كل الاردنيين بلا فرق. ولكن الحال ان عبثية الاقليمية و التقسيمات المريضه أحبطت محاولات قيام ( الجالية الاردنية). منذ بدء الفكرة وهم يتجادلون عن احقية من سيكون عامود البيت ومن سيكون (المحرم) عند بناء خيمة الجالية. مناكشات عقيمة واختلافات اعتباطية حتى يأس الناس تماما من قيام جالية اردنية اسوة بباقي الدول. وتجلى اليأس ان صار بعض الافراد مشكورين يقومون بأدوار السفارة من تكريم او احتفال او مشاركات وطنية مما ترك السفارة الاردنية علم يرفرف ومبنى قديم.

 


حين تذكر اسم السفارة لا يجول في خاطرك الا ملحق القنصلية الملتصق بالسفارة جسدا لا روحا. وهو يشبه الى حد بعيد سرداب مظلم كئيب تفوح رائحة التبغ في ارجائه. في العتبة, يرحب بك جهاز تفتيش بالاشعة تكتشف انه معطل فيما بعد. تلوح لك ممرات مظلمة عديدة فيقودك الضوء الباهت وبعض تمتمات الى صالة انتظار علقت عليها (بوسترات) اعدتها وزارة السياحة في الزمن الغابر.



 لا يفصلك عن الموظفين الا زجاج سميك يضطرك للانحناء حتى تخاطب الموظف من خلال فتحة على مستوى خصرك. تقف طويلا قبل ان تحدث بعض الجلبة فيتجه اليك موظفا حسن الوجه انيق الملبس يحمل (كأسا)من القهوة في يد وسيجارة في اليد الاخرى. وطلة اردنية لم ترها منذ وقت...... تثير فيك الحمية ان تحيي بلهجتنا الاردنية.....(قوّك) (يعطيك العافية) منتظرا ردا اردنيا ....فيرد عليك( تفضل) او يمد يديه ليأخذ الاوراق بينما تحاول عبثا ان تلمح ابتسامة في اطراف وجهه .

 

امالنا تكاد تسبق عتبنا على سفارتنا العزيزة مهما ضنّت علينا...كنت امل ان تمسي سفارتنا ملتقى لوجدانيات الاردنين ونافذة على نسائم الوطن وكنت امل ان حين تزغرد نشميات الوطن هنالك تصدح ارجاء السفارة بالهجيني.

  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد