إعتصامات في إضرابات

mainThumb

19-07-2010 08:00 AM

 
يلاحظ المتبع لأخبار الوطن على الشبكة الالكترونية انتشار ظاهرة الاعتصامات والإضرابات في مختلف بقاعه الطاهرة, فمن اعتصام هنا إلى احتجاج هناك , إلى إضراب في مكان ثالث. و لا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع فيه عن إضراب أو اعتصام وكأن الأمر أصبح تنافسيا للدخول إلى كتاب غينيس للأرقام القياسية. نذكر من هذه الاعتصامات على سبيل المثال اعتصام موظفي وزارة الزراعة, ثم التربية والتعليم (الذين كانوا الأوفر حظاً بين الجميع لأنهم حققوا العديد من الامتيازات ) ثم توتراً بين مجموعة من المقاولين ووزارة الأشغال وهنا يُسجل لمعالي الوزير النشيط الدكتور محمد طالب عبيدات حسن إدارته للمشكلة بحيث أنها كانت فعلاً زوبعة في فنجان ولم نعد نسمع بها. كذلك حصل شبه اعتصام بين القضاة ومعالي وزير العدل, وهذا بالذات يدعوا إلى الاستغراب حيث أنهم حماة القانون وكان يجب أن يختلفوا عن غيرهم في طرح مشكلتهم.



وكان أخرها إضراب عمال شركة توليد الطاقة الذي هددوا فيه بإغراق البلد بظلام دامس إذا لم تُلبى مطالبهم, وطبعا لن يقتصر الأمر على الظلام بل إن تعطيل الكهربا سيوقف المصانع ويخرب بيت المولات بما فيها من مواد غذائية ويهدد صحة المجتمع بالإضرار بالمستشفيات.



لا أريد أن أبدوا كما لو كنت معارضا لأن يطالب الجميع بحقوقه, ولكني أستغرب فعلا أن يكتشف الجميع فجأة ودون سابق إنذار أن حقوقهم مهضومة لنرى كل هذا الاعتصامات تنهال علينا وكأنها مسلسل في حلقات. أن المتابع لهذه الاعتصامات يشك ( وكل شكة حرام) أن هذه الاعتصامات إنما تُدار من جهة واحدة وهي الأحزاب لأغراض سياسية, وهذا اللعب بلقمة عيش الأسر الفقيرة هو أسوأ أنواع السياسة. أنا لا أتهم حزبا بعينه ولكن يجب عليهم أن يفكروا بطريقة مثلى لتنظيم هذه الاعتصامات (بصفتهم مدبريها), فالأمر أشبه ما يكون بشارع مزدحم بالسيارات, وصار لازمه إشارات ضوئية حتى لا تصطدم الاعتصامات ببعضها من كثرتها.



لا أعتقد أن الإعتصامات والإضرابات بهذه الطريقة تخدم الهدف النبيل الذي اضربنا أو اعتصمنا من أجله, وكذلك لا أعتقد أن سياسة ملاحقة الوزير و(التفحيج) له بكل اجتماع له أو ندوة يحضرها يحل مشاكلنا, وقد أصبحنا نلاحظ قلة خروج الوزراء من مكاتبهم بما فيهم من كان يتوقد نشاطا وعزم. أن هاتين الطريقتين وللأسف هما سلاح أُستعمل ضد أصحاب القضية ووجد المعارضون فرصة للتباكي على الوطن للدخول من خلالهما لاتهام المضربين بأنهم (مش دوارين شغل) ويتخذون الإعتصامات فرصة للهروب من الدوام.



تبقى همسة أهمسها بأذن أخواني المعلمين وهي أنه من المفيد جدا استغلال النصر للمطالبة بحقوق أخرى كلما تحقق لكم مطلب ولكن ليس كل تقدم (نصر) ولا كل انسحاب (هزيمة), ويمكن الرجوع إلى دروس التاريخ لنتعلم منها, وأنتم لا تنقصكم الفطنة و (تلقطوها ) على الطاير.


وللجميع أقول رفقاً بالوطن يا أبناء الوطن ليبقى الأردن كما أراده القائد دائما أولاً.

alkhatatbeh@hotmail.com

alkhatatbah.maktooblog.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد