تنمية عادة القراءة مسؤولية من؟

تنمية عادة القراءة مسؤولية من؟

23-07-2010 06:12 AM

تعد القراءة من الصور الحضارية للمجتمعات المتقدمة ، وتعتبر القوة الباعثة لحب الاستطلاع  والمعرفة ، وباتت الوسيلة الأولى في التنمية والارتقاء فلا خروج لأي أمة من نفق التخلف إذا لم تقرأ..



لقد أصبحت ظاهرة العزوف عن القراءة من الظواهر السلبية المتفشية في المجتمع الأردني، و قد ينجم عن ذلك عديد من الآثار الوخيمة، إذ لم تتمكن عادة القراءة إلا في نفوس القلة من أبناء المجتمع. صحيح أنه لا يوجد إحصاء موثق ذو دلالة قاطعة لهذه الظاهرة ، فإننا نجد أمامنا بعض القرائن،. فرواد المكتبات العامة  - حيث وجدت- نفر قليل، أما المكتبة المنزلية فلا تمثل إلا حالات فردية. و السؤال الذي يطرح نفسه كيف نستطيع أن نصنع مجتمعاً قارئاً، محباً للعلم والتعلم ومندفعاً نحو القراءة والكتاب ؟



    البداية يجب أن تكون نابعة من البيت، حيث يألف الطفل الكتاب، ويرى أمامه من يقرأ الكتاب.. فالأب الذي يحمل إلى أبنائه كتاباً أو مجلة تناسب أعمارهم، ويغريهم بقراءتها، ويساعدهم على تفهم ما يقرأون، ويخصص لمن يقرأ جائزة من شأن ذلك أن يجعل منهم قراء نهمين . وحينها يجد هؤلاء المتعة والفائدة، فإن سلوكهم يتأثر بذلك.



وللمدرسة دور بارز في تنمية القراءة و تعودها، وتشكل العقول والأخلاق هي حلقة أساسية في سلسلة متكاملة تحكم الاتجاه الإيجابي للقراءة. فإذا أردنا أن نحبب القراءة للناشئة فعلينا أن نزود المدرسة بالكتاب النافع المفيد، وأن نجعل زيارة المكتبة جزءاً من العملية التعليمية. كما إن دعوة التلاميذ لتلخيص ما يقرأون، أو إعطاء نبذة شفهية عنه، كأسلوب من أساليب التعبير وإجراء المسابقات الثقافية التي تدور حول كتاب معين أو مجموعة من الكتب، أو كتابة مقال لمجلة الحائط، كل ذلك يبعث التنافس بين التلاميذ، ويكشف عن قدراتهم، فتطرب نفوسهم لكلمات الثناء والشكر، وتهتز أيديهم فرحاً بالجوائز، فالتشجيع يفعل في النفس فعلاً عميقاً يمتد أثره إلى سنوات طويلة، هادياً وباعثاً على الإجادة والتميز!



  فعلى وزارة التربية و التعليم أن تجتهد في تجويد المكتبة المدرسية التي لا يختلف اثنان على  دورها  في حسن سير العملية التعليمية التعلمية التي تقوم بها المدرسة الناشئة، حيث أن دور المكتبة يفترض أن يكون دور  الموجه والقائد لعملية التربية بكاملها، لا سيما في سن تكوين شخصية الطلاب وثقافاتهم.‏ فالمكتبة جزء من المدرسة لا يمكن الاستغناء عنه لأنها وسيلة من وسائل التربية.‏ و من  أهم سمات المكتبة المدرسية أنها موجهة نحو أهداف تربوية بعيدة المدى  أهمها  تشجيع عادة القراءة‏ ،و تنمية قدرة  الطلبة على التعلم من الكتاب ، والتخلص من التقسيمات الجامدة التي يخلفها الجدول المدرسي بين المواد المختلفة . كما أن  على المعلم  محاولة  تنمية عادة القراءة في تلاميذه للمتعة، و أن يوجه هذه القراءة ويتحكم بها، فبعض الأطفال يسرفون في القراءة بلا هدف، و هنا يأتي دور المعلم  إذ يمكن  أن يستغل كل ما لدى الطفل من إمكانات وقدرات ، وألا يدع طفلاً فيه القدرة على التقدم، ولو خطوة واحدة، إلا يدفعه ويضمن لـه هذه الخطوة.‏



إن مهمة توفير الكتاب بالسعر المعقول الذي يستطيعه رب الأسرة، هي مهمة ناشري الكتبو المؤسسات التعليمية . فالكتب مرتفعة الثمن رغم  المحاولات ال محدودة التي  أقنعت بعض الناشرين بإصدار طبعات رخيصة من الكتب العلمية والثقافية بأسعار معقولة، كي تصل إلى أكبر عدد من القراء، تأكيداً لحق الإنسان في الغذاء الثقافي . وأما معارض الكتاب فهي فرصة لترويجه وعرضه والتعريف بالجديد منه، لما تضعه من كم هائل من الكتب والمطبوعات في مكان واحد. يسهل ارتياده. كما أن الخصم الذي اعتادت دور النشر أن تجعله على المشتريات، يغري طلاب المعرفة الشراء و اقتناء الكتب .



كما ينبغي على البلديات التي تخطط الأحياء الجديدة أن تخصص مكاناً لمكتبة، وإن لم تجد تمويلاً كافياً لإقامتها، فقد تجد محسناً يبني صرحاً للعلم يبقى صدقة جارية له. كما على البلديات أن تؤسس  نوادٍ ثقافية في أرجاء الوطن ، لما لها من دور في تنمية عادة القراءة عن طريق إقامة الندوات والمحاضرات التي تركز على هذا الموضوع وإقامة المسابقات الثقافية ، وقيام  المثقفين من أبناء المجتمع بإعارة كتبهم لمن يطلبها.



 على المجتمع الأردني  بكافة فئاته ومؤسساته و منظماته أن يتبنى وسائل وإجراءات   وأنشطة من شأنها التشجيع على القراءة، وطبع النفوس عليها. فهناك دور لكل إنسان عليه أن يؤديه في هذا المضمار. فالقراءة تتجول بك في ردهات الزمن، وتأخذك إلى آفاق المستقبل، وتضع يدك على أسباب التقدم الإنساني . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد