أمة عربية عظيمة تنهض من سباتها الطويل

mainThumb

26-02-2011 10:40 PM

يعيش الإنسان العربي في كل أقطار الوطن العربي المختلف السياسات المتوحد بالشعب الواحد حالة من الفرح والسعادة والرضا والثقة بالنفس مع حركات المد الثوري التي انطلقت في وطننا العربي مع هذا العام المبارك من الثورة التونسية للثورة المصرية التي معها وبها تحرك الشارع العربي من محيطه الهادر إلى خليجه الثائر ، وعادت إلينا مصر جمال عبد الناصر مصر التاريخ والجغرافيا والمؤثرة في أمتها ومحيطها وليست مصر المنعزلة خلف أسوار كامب ديفيد التائهة الباحثة عن هويتها كما حاول نظام كامب ديفيد العميل من أنور السادات لحسني مبارك إيهام الشعب بذلك وتصورهم أن مصر ليست عربية وإنما فرعونية ، ونتذكر يهوذا الاسخريوطي (( أنور السادات )) عندما أراد ارتداء الزى الفرعوني في موكب كان سيدخل أحد قصور الرئاسة وأن يكون ذلك الزى هو اللباس الرسمي لحاكم مصر ، ولكنه تلقى نصيحة أمريكية بعدم فعل ذلك وإلا ضحكت عليه الأمم والشعوب وأصبح مسخرتها وسار على طريقه حسني مبارك طيلة الثلاثون عاما الماضية حتى ثورة 25 يناير التي تعني بداية صفحة جديدة وملحمة أخرى في ملاحم التاريخ العربي حيث بدأ سقوط الأصنام المحنطة .

 

اليوم تشتعل الثورة في ليبيا التي كنت من الذين يتعاطفون مع نظامها السياسي رغم تحفظي على كثير من تلك السياسات مثل أن النظام أصبح عائليا ولا يختلف عن غيره من الأنظمة التي ادعت التقدمية وإلا ماذا يعني أبناء الرئيس في الحياة السياسية لأي نظام جمهوري بالإضافة إلى موقف القذافي الغير مقبول من الثورتين المباركتين في تونس ومصر وزاد الموقف سخونة أكثر عندما صدرت أول ردة فعل على الثورة الليبية وذلك ببيان أو حديث مطول لابن القذافي المدعو سيف الإسلام والذي لا يملك أي صفة دستورية أو قانونية إلا أنه ابن الرئيس إضافة إلى ذلك ردة فعل القذافي المتشنجة وخطابه المثير للجدل الذي أخذ يصف شعبه بالفئران والجرذان وغير ذلك من الأقوال التي لا تليق بقائد قام بثورة عظيمة قبل (42) عاما من أجل الشعب وكانت له ايجابياته التي لا ينكرها أحد عليه مثل إغلاق القواعد الأجنبية على أرض ليبيا ودعم الكثير من حركات التحرر في العالم ناهيك عن إقامة مشروع النهر الصناعي العظيم وغيرها .

 

ولكن للأسف ردة الفعل المتشنجة والغير متزنة على تحرك الجماهير أفقدت النظام الكثير من الأوراق التي يملكها وقد سجل التاريخ أن القذافي ثاني حاكم عربي بعد الخائن أنور السادات الأخير الذي وصف شعبه في انتفاضة يناير عام 1977 بانتفاضة الحرامية واليوم القذافي يصف شعبه بالفئران والجرذان والمدمنين يعني أن أكثر من مليون إنسان مدمنين ويتعاطوا حبوب الهلوسة من يصدق مثل هذا الكلام .

 

إن الشعب الليبي البطل واصل طريقه مع معمر القذافي لمدة (42) عاما ولكن عندما تغير القذافي وأبعد كل رفاق الأمس من رجال الثورة وأصبح نظامه عائليا انتفض الشعب وثار عليه وخلال أيام معدودة دفع الشعب الليبي المناضل مئات الضحايا بلا أي مبرر ولا أعلم هل أصبحنا اليوم ونحن نرى ما يسمى بالأنظمة الجمهورية وتشبثها بالسلطة نترحم على الأنظمة الملكية من فاروق الذي تنازل عن العرش رغم وجود بعض الأوراق بيده حتى لا تسفك قطرة دم واحدة وكذلك فعل الملك السنوسي في ليبيا في الوقت الذي نجد ما يسمى بالأنظمة الجمهورية من زين الشيالين  في تونس لحسني مبارك في مصر لمعمر القذافي في ليبيا ولن يشذ عن ذلك علي عبد صالح في اليمن الذين أزهقوا الآف الضحايا من أجل مقاعدهم البائسة ولكن إلى أين المفر لقد جاء عصر الشعوب وبدأ سقوط الأصنام وأن الشعور القومي الجارف في الشارع العربي ودعمه لكل ثورة على أي صنم يثبت وحدة هذه الأمة العربية الوجدانية قبل عوامل اللغة والتاريخ والدين والجغرافيا كما أن أنفلونزا الثورة المحببة للجماهير وانتقالها من قطر لآخر يثبت أن الأمة العربية واحدة وأن فجر الوحدة والحرية والاستقلال الثاني قد بدأ ولا عودة للوراء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد