المسفر حين يسفر ويفسر

mainThumb

06-06-2011 12:25 AM

نشرت صحيفة القدس العربي قبل بضعة أيام مقالة ذهبية عنونها مبدعها المسفر ب " بصراحة عن عضوية مجلس التعاون الخليجي". وقارئ المقالة الأردني الوفي لأردنيته والعربي المنصف لعروبته لا يقوى الا أن يخلع قبعته احتراما للمسفر حين يسفر اللثام عن حقائق وبدهيات كان الأجدى بنا كأردنيين إعلاميين ومثقفين ومسؤولين أن نتصدى لها توضيحا وتبيانا وافسارا وتفسيرا. لا سيما حين فسر المسفر الدوافع والمسوغات التي تجعل من انضمام الاردن لعضوية مجلس التعاون الخليجي مسألة منطقية بل وطبيعية تنسجم مع مجريات التاريخ ومعطيات الجغرافيا و الحالة الثقافية والبنية الاجتماعية التي يتقاطع فيها الأردن مع دول الخليج العربي.




 المسفر كاتب قطري ولد عام 1948 وترجع أصوله إلى لب الجزيرة العربية حيث قبائل شمر التي يشرف بها وتتشرف به. حصل محبنا على الدكتوراه في العلوم السياسية ويعمل حاليا مدرسا في جامعة قطر. وترأس في منتصف التسعينيات تحرير جريدة الراية القطرية. وينشر حاليا مقالا أسبوعيا في جريدة الشرق القطرية كما وينشر مقالات في العديد من الصحف العربية لا سيما القدس العربي الصادرة من العاصمة البريطانية لندن. منصفنا هو شخصية جدلية واسعة الحضور خليجيا وعربيا والمتابع لاراءه عبر الفضائيات والصحف يلمس طروحات قد تختلف في كثير منها مع النسق العام السائد. ولكن مما لا يشوبه أدنى شك أنه عروبي حتى النخاع وكيف لا وهو من مواليد عام النكبة التي تفرض على مواليدها شخصية قومية تتوق إلى الحرية والكرامة.




منذ ان رحب في الرياض بطلب الاردن لعضوية مجلس التعاون الخليجي ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد عبر الماكنة الاعلامية ردود الأفعال المتباينة حول ذلك. ومثل هذا لا يضيرنا فهو ظاهرة طبيعية وردة فعل متوقعة لفعل قوي جاء في ظرف زمان مفاجئ. فهناك وجهات نظر مختلفة ليس فقط خليجيا بل وأردنيا حول الانضمام هدفا وتوقيتا وغاية وماهية. وكل ذلك مرهون بمدى منطقيته وحججه وكوامنه والأهم مدى عدالته وانصافه و احترامه وأدبه في الطرح والتناول بعيدا عن التجني والتشفي والتشظي والتغني بما يمس الاردن المعجزة.




 كما فعل ذلك الضمير المستتر الذي أخشى أن لا تنشروا مقالتي اذا ما ذكرت اسمه بحجة التلوث البصري الذي قد يسببه. ان القزم الصغير الذي أساء للأردن كل الأردن تاريخا وحضارة وجغرافيا وديموغرافيا وسياسة وليته اكتفى بل طال حقده وشرره الشجر والثمر.... والبشر والحجر....... . واسمحلي دكتور(المسفر) أن أعتب عليك لأنك خصصت له أكثر من فقرة في مقالتك فمثله لا يستحق ذلك ويكفيه الإشارة بكليمات قليلة وأفعال ناقصة تماما كعقدة نقصه الاجتماعية ولكن حبك للأردن دفعك للاسترسال والاستغراق .




 وعموما وحتى لا نضفي الى القزم فكرا حجما اكبر من حجمه أختصر كلامه بأنه مجرد غازات فموية من شفاه شرجيه تنبعث من بيتئة الفكرية الملوثه وأكتفي بهذا لأنني لست مستعدا لأن اتعب خيطا عضليا واحدا من خيوط اصابعي التي أطبع بها أو ان اضيع اجزاء من الثانية لأرد بها على هلوساته القذافية ناهيك عن أن حبرا سيضيع في غير موضعه. تمنيتك يا دكتور لو كنت اعلاميا اردنيا نعوز مثله عند الشدائد ليسفر الستار ويفسر الغوامض ويسبر الأغوار. نشكرك لأنك نقلت للعالم العربي برمته الصورة الحقيقية للأردن الدولة والأرض والشعب.




 ولو ذكر ما ذكرت اردني لكان من السهل اتهامه بالذاتية واللاموضوعية. فقد نقلت صورة الاردن التعليمي الذي لا يخفى على منصف صدارته وتميزه وانفراديته اذا ما قورن مع محيطه العربي. كما وأعطيت المشفى الأردني حقه ومكانته الصحيه ورياديته. وأما التاريخ وما أدراك ما التاريخ فهو هم يؤرق الكثيرين منا كأردنيين حيث انبرى لساننا وتعبت أقلامنا ونحن نسوق للآخرين عراقة أردننا ونبل حضارتنا وعمق جذورنا وأهمية أردننا الاستراتيجية وأدواره المحورية في خريطة الأحداث العربية بل والعالمية. وأعتقد أننا ما زلنا بحاجة الى المزيد و المزيد في هذا المضمار.




وجوزيت خيرا عندما وضحت بالوقائع الامتداد التاريخي والحضاري للأردن الذي كان جزءا من التاريخ الانساني السحيق أرضا ووجودا وواقعا ووقائع. وامتد إنصافك ليطال المؤسسات البنكية والمالية وتجربتنا الصحفية وكل ذلك ونحن لا نملك نفطا ولا غازا بل نملك موردا واحدا وهو " الأردني" . وأنعم الله علينا بمملكة أردنية وأسبغ نعمته علينا بأنها هاشمية وامتن علينا بأن يكون مليكنا قرشيا من نسل رسول العالمين.




 وأختم والختام عندي يفيد الأهمية بنداء بل بواجب يلقى على عاتق وزارتي الخارجية والاعلام الاردنيتين لا سيما وأن المفاوضات الاجرائية لانضمام الأردن الى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي ستنطلق هذه الأيام بأن يضعوا نصب أعينهم مسلمة اردنية مفادها أن انضمام الأردن الى المجلس الخليجي هو من باب التكاملية لا التطفلية والتبادلية لا الأحادية والتفاعلية لا الحيادية والتأثيرية لا التأثرية . وأن بيننا وبين اخواننا في الخليج من القواسم المشتركة والمضاعفات المستقبلية ما يجعل من تكتلنا أمرا جوهريا أكثر من كونه هامشيا وخيارا استراتيجيا أكثر من كونه تكتيكيا. وباسمي واسم الأردنيين الغيورين على أردنهم الحريصين على سمعته وأنفته ومكانته أطبع قبلة احترام وتقدير على جبين قلم المسفر الذي أنصفنا ونحن المعتادين على ظلم الجار وذوي القربى. ونقول لك بأردنيتنا"كفيت ووفيت يا نشمي" وبالقطري"مشكور و ما قصرت"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد