الانتماء للوطن بين الشك و اليقين
لا يجوز الكلام عن الانتماء للوطن ، وحرية المواطن منقوصة أو مسلوبة ، ولا يجوز الكلام عن العدل والعدالة، ورائحة الفساد تزكم الأنوف ، ولا يجوز الكلام عن الإصلاح وأصحاب الحل والعقد يدفعون بعجلة الوطن نحو الخلف ويدعمون قوى الشد العكسي ، الانتماء يبقى مجرد كلمات إذا لم يقترن بالفعل والانجاز، وعندما يترافق القول مع الفعل، فإن وعي المواطن يتعزز بانتمائه إلى وطنه، وتنمو وطنيته ويصبح لديه الجاهزية للذود عن حماه . عندما تتوافر الحرية والعدالة والكرامة فإنك تجد هذا الشباب يتكلم ويفعل بكل فخر ما يثبت انتماءه العميق لهذا البلد، وأنه جزء منه، وبأن صوته هو الذي يصنع قراره.. هذه العوامل وغيرها تزيد الانتماء لدى الشباب.
أنَّ أهم شيء للتعبير عن الانتماء هو الإحساس الداخلي المتوازي مع السلوك العام، مثل فكرة الإيمان، فهي ما وقر في القلب وصدقه العمل، والانتماء للوطن جزء من الإيمان، فلذلك وجب على الشباب أن يعملوا ما بوسعهم لكي يكون حب الوطن والانتماء له شيئًا ملموسًا في سلوكهم، وهذا يبدأ من مستوى عدم إلقاء القاذورات على الأرض، والحفاظ على سلامة الوطن، وصولاً إلى العمل على بناء الوطن وتنميته، والقيام بأعباء الحفاظ على أمنه. وفي تصوري إلى الآن لم يعِ الشباب العربي مفهوم الانتماء الوطني، وهذا يظهر من خلال سلوكهم نفسه، فلا يزال فيه الكثير مما يتطلب الانضباط والتغيير، ولا يزال الكثيرون لا يشاركون ولا يقومون بما عليهم من واجبات تجاه وطنهم.
الانتماء إحساس إنساني تكتمل به شخصية الإنسان، وتختلف أساليب وطرق التعبير عنه، نحن ننتمي إلى أسرتنا، ولكن هذا لا يمنعنا من الاختلاف مع أفرادها أو حتى مع رموز السلطة فيها، وهذا الخلاف أو الاختلاف لا يعني عدم الانتماء نفس الشيء بالنسبة للأوطان، فكل مواطن ينتمي بنفس الدرجة إلى وطنه، والقلة التي تبيع الوطن هي الاستثناء، وهي حالات مرضية نادرة. إن مشاعر الانتماء يمكن أن تكون سلوكًا دائمًا ومستقرًا إذا شعر المواطن بأنه "مالك هذا الوطن" أو تتحول إلى ردود فعل لحظية ترتبط بفرحة أو كارثة، إذا كان المواطن مقهورًا ومهمشًا.
إن الانتماء الوطني يحتاج إلى عمل مستمر وجهد لا يتوقف، من المؤسسات الثلاث المسؤولة عن تركيبة العقل والوجدان : التعليم، والثقافة، والإعلام، ومن خلال الدوائر التي تحيط بالفرد: الأسرة، والأصدقاء والأصحاب والزملاء ، ثم المجتمع والدولة. ويجب أن يتشارك الجميع الرؤية والمقاصد والوسائل والأساليب، حتى يتزايد الانتماء، وهذا يتحقق بالمشاركة والوضوح والمصداقية من جانب، واستعادتنا لملكية الوطن من جانب آخر. إن حب الوطن ليس أهازيج أو شعارات.. بل هو المقدرة على الحفاظ على أمنه وأمانه.
الانتماء للوطن هو جزء من منظومة الأخلاق المتكاملة، التي يجب أن يتشربها الطفل من صغره، ويجب أن يحرص عليها الآباء حرصهم على بقية المكارم والأخلاق. كما يجب أن يربط حب الوطن بالدين ، وأنه من الإيمان، ومن المفيد ضرب الأمثلة من حياة النبي والصحابة والصالحين عبر التاريخ في حبهم لأوطانهم، لا بد من ضبط مساحة الوطن في حياة الطفل، وأنه جزء منه، والتعبير الدائم عن الفخر بالانتماء لهذا الوطن، وتوضيح أسباب منطقية يستوعبها عقل الطفل لهذا الانتماء، مثلاً توضيح تاريخ الوطن، وكفاح أبنائه، وما يتميز به الوطن من خيرات ومآثر ونعم ومزايا، وزيارة المعالم التاريخية والمتاحف الوطنية، والقراءة في سير أبناء الوطن الناجحين عبر التاريخ من علماء وأدباء ومفكرين، وتعريف الطفل ما يتهدد هذا الوطن، ودرونا في حمايته، وأنه مسؤول عن ذلك حسب عمره ومكانه.
إن الانتماء للوطن لا يتعارض مع الانتماء للوطن الإسلامي الكبير حيث الإسلام أيضًا لم يهمل تلك العاطفة الجياشة التي تتكون في قلب كل إنسان نحو المكان الذي نشأ به وتربى وترعرع فيه، فهو يتعامل مع عاطفة الإنسان نحو وطنه باتزان، فالإنسان يرتبط عاطفيًا بموطنه الذي له فيه الذكريات والأحداث والأشخاص الذين يحبهم ويحبونه، وفيه أقرباؤه وأصدقاؤه ومحبوه، ويؤكد على ذلك الارتباط ويعظمه، حنين الرسول- صلى الله عليه وسلم- لمكة المكرمة، عندما خرج منها مكرهًا، فقال بعد أن التفت إليها: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إليّ ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت). وفي الحقيقية ، إن الحفاظ على الوطن وصيانته هو قيمة إسلامية ، فأوطاننا قطعة من جسد الإسلام، وأهله جزء من أجزائه، ومؤسساته جزء لا يتجزأ منها.
النقل توضح حول وفاة طفل سقط من باص في إربد
مبعوث البيت الأبيض لشؤون الأسرى إلى الدوحة
قتلى وجرحى عرب جراء انقلاب حافلة متوجهة من السعودية إلى الأردن
أمراض قد تسبب زيادة الوزن المفاجئة
من ذاق مرّ الحياة لن تغريه الفرص
السقا قائماً بأعمال الأمين العام لحزب العمل الإسلامي
خطوات تساعدك على زيادة طولك بعد سن الـ21
عائلة فريد الأطرش تقاضي نانسي عجرم
أبل تكشف عن مواصفات جهاز آيفون 2025
الصحفي علي فريحات .. مبارك الماجستير في الإعلام الرقمي
الأعيان:سلسلة لقاءات مع الشباب في مختلف مناطق الأردن
مياه الأعيان تُناقش آليات سير مشاريع القطاع
العرموطي:عدم دعوة اللجان النيابية للاجتماعات
الأراضي تطلق خدمة تقديم طلبات البيع إلكترونيا بالزرقاء وإربد
الفئات المعفية من أجرة الباص السريع عمان - الزرقاء
انطلاق أولى رحلات الباص السريع من الزرقاء لعمان .. فيديو
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
تعميم من وزارتي الداخلية والعمل:الإبعاد خارج الأردن
تطورات الطقس خلال الأيام الثلاثة القادمة
اليرموك تفتح باب الابتعاث بشكلٍ غير مسبوق .. تفاصيل
اشتباك بالأيدي والكراسي في نقابة المحامين .. ماذا حدث
حقيقة تأجيل أقساط سلف متقاعدي الضمان قبل عيد الأضحى
وظائف ومقابلات ببلديات والسيبراني والآثار ومشفى حمزة والاستهلاكية المدنية
موظف سرق دفتر محروقات وحرر طلبات مزورة .. قرار القضاء
مواطن يجهّز 103 نياق لنحرها ابتهاجا بزيارة الملك للزرقاء .. فيديو
تعبئة خزان الوقود صيفا مضرّ أم مفيد .. جواب المعهد المروري
قرار قضائي بالحجز على أموال نائب حالي
الأردن .. انطلاق أول صهريج يعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من الديزل