كلنا نعشق الاردن... ونرسمه في مخيلتنا الاجمل والابهى ...كلنا يريده قلعة للعروبة ، وملتقى للعالم باسره ...نحبه حقلاً للخصب والبناء والعطاء ونراه بنيانا يطاول عنان السماء ، وها هم ابناؤه البارون ينزلون الى الشوارع والساحات للهتاف للوطن ، ولمسيرة الإصلاح ولرفض العبث بمقدراته ، ولرفع أعلام الوطن ، والدعوة إلى اللحمة الوطنية والوقوف في وجه دعوات الدم ،والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد والقلب الواحد.
هاهم يقيمون الندوات ، والمحاضرات ، والأمسيات الأدبية التي تستنهض الهمم لتفجير مزيد من العشق لهذا الوطن الرائع الجميل بتاريخه وبطبيعته ،وأهله ، ومواقفه ، وصموده ، وقائده . ونتشارك كلنا في الدعوة إلى حفر الخنادق وتعميقها في وجه جحافل الفاسدين الجاحدين العاقين لوطنهم الذين ياكلون اخضره ويابسه ويرون فيه نهبا موزعا ومكاسب ومناصب اولئك الذين يجحدون بعروبته ومواقفه وتاريخه وإبائه ومقاومته للمشاريع التي تعمل على جعل العالم العربي عالماً فاقداً لوجوده التاريخي والثقافي والديني والحضاري .
كلنا دعاة اصلاح .. ولكننا .. بالقول وحده .. لاننجز حلولاً ، ولا نبني إصلاحاً ، الإصلاح ليس أغنية ، وليس نشيداً حماسياً ، ولا علماً نرفعه فوق منازلنا ، ولا كلاماً نردده في حواراتنا ، ونكتبه في مقالاتنا، ونعلنه في محاضراتنا ، وفي لقاءاتنا السياسية اوحتى سهراتنا في الدكاكين انه ليس خطاباً نقدمه في اجتماعاتنا..الإصلاح سلوك و موقف ، ممارسةو بناء...هو تحد ومقاومة لكل إغراءات الفساد .
صدقوني للبدء بإصلاح حقيقي .. لابد من تجريد الفاسدين من ادوات فسادهم ، والملوثين من لوثاتهم الفكرية والمادية .
حتى نصلح لا بد من ارسال الكسالى الى بيوتهم ليكملوا نومهم ...لا بد من فرز المزورين أينما كانوا ، ووضع المتنفذين في حجمهم الطبيعي ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .......ولكن الاهم من ذلك كله ....هو مصالحة مع انفسنا وبيعة لوطننا وقيادته.
بدات معارك اجتثاث الفساد وستؤتي اكلها باذن الله ،واننا على يقين بان قضاءنا العادل لن يبخل على وطنه بان يداويه من جراح الفاسدين وان يعيد له حقوقه وبهائه .
وحتى تتكامل العملية الاصلاحية فانه لابد من التعجيل بسن قانون انتخابات عصري بأطر نزيه لنكون بعد أشهر أمام استحقاقات ديمقراطية من انتخابات بلدية وبرلمانية ، وهذا الاستحقاق امتحان أول لنا جميعاً .. هو أكثر من مهم لاكمال مسيرة الإصلاح ، استحقاق سيرسم مستقبل الاردن، وسيقدم للداخل والخارج صورة الإصلاح المرتقبة . بصراحة .. في حياتنا اليومية نشكو جميعنا من أوضاع الخدمات وسوئها في مدننا وقرانا ، نشكو من أخطاء بعض القائمين على أمرها ، نشكو من فساد بعضهم ، ومن الفوضى التي تعبث بجمال مدننا وقرانا ، نشكو من المكاسب التي حققها بعضهم بوجوده في موقعه ، ونشكو من ضعف قدرات بعضهم الفنية والثقافية ، والسؤال :من المسؤول عن وصول هؤلاء الذين نشكو منهم ؟! نحن مسؤولون ، مواطنون ، وقيادات .مسؤولون كمواطنين ، قد نمنح أصواتنا دون أن نفكر بإمكانيات المرشحين ، و على أسس متخلفة ، أو على الأقل على أسس لاتتوخى الأفضل للموقع،والذي هو الأفضل لنا ، وللوطن..القيادات الوصائية مسؤولة مرتين ، في الأولى تجاهلها أحياناً الأسس الصحيحة في الاختيار .. وفي الثانية عدم متابعتها لعمل هؤلاء الذين تسلموا مهامهم باتخاذ الإجراءات بحق المقصرين .
الإصلاح ليس أغنية نغنيها او حكاية نحكيها ..الإصلاح ممارسة ، ووعي بأهمية موقفنا وصوتنا وممارستنا في تحقيق الفعل الوطني .. الإصلاح يحتم علينا اختيار القادرين على العطاء الوطني المتمسكين بالسلوكيات الوطنية والأخلاقية ، وفي ممارسة أي استحقاق وطني ونضالي الاصلاح الحقيقي هو ان تجعل الوطن اكبر همك .......انه وباختصار ان تهب نفسك لوطنك.
البيت الأبيض: لم نطلع على خطة إسرائيلية لعملية رفح
