مجلس النواب … ما هكذا تورد الابل

mainThumb

05-01-2012 05:27 PM


مجلس النواب في أي بلد هو نبضه …صوته وصورته يعبر عن قضاياه ورؤاه هو تمثيل الشعب ومشاركته في السلطة وتداولها انه المشرع للقوانين  والرقيب  على الدولة وأجهزتها .

لقد نسي نوابنا الوظيفة الحقيقة التي وجدوا لأجلها ورضوا بان يشتغلوا عنها بأمور أخرى  … فها هو نائب يصرح رادا على احد المواطنين بأنكم أيها الشعب ابعدتمونا عن التشريع والرقابة واشغلتمونا بحل قضاياكم   

ولكن النواب الاكارم لايجيدون أن يكونوا لا نواب تشريع ورقابة ولا حتى نواب خدمات .

نوابنا أقسام : قسم  مقاعدهم مألوفة  فقد اعتدنا ظهورهم يتمتعون بخبرة في المجالس ويعرفون المداخل والمخارج وقسم وصل بأكثرية عشيرة اوتحشيد إعلامي وخدمي  يحتاج إلى وقت و (فت خبز) ليعزف على سيمفونية احدهم... وقسم آخر له الله .

إن الأصل في النائب أن يتحلى بروح الديمقراطية ولغة الحوار وسعة الصدر وقبول الآخر …..ولكني أتابع وعن كثب جلسات ولقاءات  مجلسنا العظيم فرأيت ورأى الجميع  نقاشات ساخنة تتحول لعداوات شخصية وخروج عن الموضوع وسب وشتم وقد يصل الامر لعض (الأذان) وتراشق بالمياه وخروج من الجلسة ثم تشكيل لجان (صلحات) يرأسها العقلاء لإعادة المياه إلى مجاريها …..وكل ذلك على حساب جوهر القضية التي يناقشون .

تمنيت وإنا أتابع مقابلات تلفزيونية لنائب  أن يتقبل نقدا من مواطن أو أن يجيب إجابة شافية عن سؤال أو مواجهة على الهواء …

بل يكون رده ضجرا وحنقا واتهاما للسائل بأنه مفتر ويحوقل مقاطعا :(هذا الكلام مش صحيح  انت مين داسك علي يا أخي )…ثم يذكر النائب ان سبب بعده عن الرقابة والتشريع هو انشغاله بقضايكم أيها المواطنون …وهو طبعا لا يجيد هذه ولاتلك بل يجيد الوجاهات والجاهات والصلحات والعطوات وتقدم مواكب الاعراس (والتنقيط عند القراء ) وإذا زار مسؤول المنطقة الخاصة به تراه يتقدم نافشا ريشه مدعيا بان الزيارة كانت له وعن طريقه .

جلسات مجلس النواب تفتقر الى روح الديمقراطية ولغة الحوار والاصل فيهم ان يكونوا خير من يجيدوه ….مقاطعات كلامية وصراخ وكشرات وهجومات وتسربات تفقد الجلسات نصابها.

آه كم زادني ذلك النائب تشاؤما حين صرح (مبسوطا) بأن الفساد لن يجابه ولن يقدر أحد على ان يحاكم فاسدا وان ان يسترد أموالا مغتصبة …ألهذا انتخبت ؟ …طبعا بوجود مجلس كهذا يشغل نفسه أسابيع بقضية مهمشة  ولا ينجح بإفراز قانون يسهل إدانة الفساد بعيد عن الروتينات المطولة.
 
قد يقول قائل الحق عليكم أيها المواطنون انتم من توصلون النائب ..وأقول نعم لتغفر لنا هذه الزلة وليعي الجميع من الآن فصاعدا ان وطننا عاتب علينا وبحاجة لنا…علينا ان نختار رجاله بأمانة وان نوصل الأكفأ وان بعد عشيرة أو قل مالا.

يا نوابنا …الأردن بحاجة لكل دقيقة من جلساتكم فلا تضيعوها  ولكل رأي يدعم مسيرته فلا تبددوه  .. انه أمانة في أعناقكم 

 يا نوابنا ...ما هكذا تكون الديمقراطيات  وما هكذا تورد الإبل .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد