نصيحة للمعلمين .. تريثوا للمراجعة

نصيحة للمعلمين ..   تريثوا للمراجعة

13-02-2012 03:21 PM

حقيقة لا شك منها وهي أن أي تحرك جماعي لا بد أن تتخلله وقفات مراجعة تضمن له المناورة والنجاح في تحقيق أهدافه، وإضراب المعلمين أحدها.

مع غروب شمس اليوم يكون الإضراب دخل أسبوعه الثاني، لتزداد المسافة بين منطق من اضرب  ومنطق الحكومة المتمسكة بموقف أن ميزانيتنا "تقشفية" –أي بمعنى أنها متضخمة لحد أنها لا تتحمل أعباء جديدة – وكأنها تقر ضمنيا بمسؤولية الحكومات المتعاقبة فيما وصلت إليه من حال. 
لكن هل الإضراب كان النتيجة أم أن النتائج لم تتبلور بعد؟.

الخشية أن يكون بيان اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين بلغته غير المسبوقة والذي يتوقع " فتنة" بين أبناء الشعب الواحد أحد هذه النتائج ، خصوصا وأن الحكومة أعذرت في اللجوء إلى البدائل بعد أن ارتفع منسوب  القناعة لدى المواطن في الشارع أنها ( الحكومة) صادقة في موقفها وأن المعلم فقد المبرر لموقفه بعد أن تحول إلى تاجر يفاصل على الرقم الذي يأمل أن يحصل عليه كنتيجة لتطبيق الـ 100 % من وجهة نظره.  

سر النجاح في الصراع المحتدم بين الطرفين يتلخص في نجاح أي فريق في استقطاب الشارع لصفه وضمان مشروعية التحرك المستقبلي.

لذا تستدعي تطورات الأحداث بالحكومة والمعلمين إلى التوقف قليلا  وتقييم الموقف مرحليا كمتطلب أساسي  لضمان هذا النجاح.

المعلم وباعتباره يمثل قطاعا واسعا من المجتمع – نحو مائة ألف معلم ومعلمة- كان الأولى بهذا التقييم المرحلي والذي لا بد أن يقاس وفق محددات ثلاثة يزن فيها شعبية موقفه ونسبة الربح والخسارة فيه.

المحدد الأولى يعتمد على مدى حيوية ومرونة المبررات التي يتمسك بها المعلمون في تسويق موقفهم أمام التطورات الآنية والتي على ما يبدو أنها لا تصب في صالحهم بعد انتهاجهم للغة تستفز مشاعر الأردنيين وتجعلهم يتسابقون لرفضها- بيان اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين-.  

المحدد الثاني يتمثل في موقف الخصم ( الحكومة) وكيف تطور خصوصا وانه هو المسؤول عن تلبية المطالب والذي تشير المعطيات إلى انه ثابت لا يتغير. وهذا يرفع من منسوب الإحساس لدى الشارع أنه صادق فيه ولا يداهن فيه. 

المحدد الثالث ،وهو الأهم، قياس مدى الاستجابة من لدن من هو على تماس مباشر من هذه القضية أولا( الطلبة وأولياء أمورهم)  ثم الآخر الذي يتأثر بهذه القضية بطريقة غير مباشرة باعتباره فردا في مجتمع يشكل ساحة للطرفين. وهذا القياس يتحقق من خلال رصد ردود الفعل التي تتناقلها وسائل الإعلام أو عبر مراقبة ردود الفعل الميدانية والتي يستطيع المعلمون تلمسها بشكل مباشر من قبل الطلبة وذويهم.

إذا طبقت المحددات الثلاث على موقف المعلمين نرى أن الكفة لا تميل لصالحهم وأن الضمير الشعبي بعد أن كان متأرجحا بين الطرفين صار الآن أكثر انحيازا إلى موقف الحكومة التي تجاهر في رفضها أن تكون مجبرة  لخدمة قطاع واحد على حساب قطاعات أخرى .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد