سيذكر كل الأحرار في العالم لروسيا والصين موقفهم الإنساني المشرف من استخدام حق النقض الفيتو، ضاربين بذلك المؤامرة الصهيونية الأمريكية على سوريا التي للأسف أطرافها عملاء أمريكا الصهيونية من عرب الخليج المحتل وغيرهم .
هذا الموقف الأممي المشرف أعاد للعالم ثقته في منظومته الدولية ألمسماه بالأمم المتحدة التي هيمنت عليها الامبريالية العالمية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وحتى اليوم ، واستخدمت طيلة العشرون عاما الماضية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وكأنها أداة في يد أمريكا ومصالحها المنتناقضه مع مصالح كل الدول والأمم المحترمة .
وهذا ليس دفاعا عن سوريا العروبة التي لم تتوقف المؤامرات والدسائس عليها منذ الاستقلال ولكنه دفاعا عن أمتنا وعن وجودنا الذي تشكل سوريا اليوم بمواقفها الوطنية والقومية المشرفة خط الدفاع الأول عن أمركة منطقتنا وصهينتها ، فهي أي سوريا لجانب إيران وقوه المقاومة في فلسطين والعراق وليبيا المحتلين ولبنان وكل المقاومين لوجود الإخطبوط الصهيوني الامبريالي الذي حاصرنا من كل مكان في وطننا والى جانبه عملاءه من الخونة المارقين في هذه الأمة خاصة ما يسمى بمحميات الخليج المحتلة الذين في غياب القوة القومية واليسارية ، تقدم الساحة العربية للأسف من لا يملك تاريخا ولا حضارة فقد بنى وجوده استنادا لقوة الاستعمار التي أوجدته ، حيث وجدنا ما يسمى بالسعودية وقطر الأمريكيتين من يتقدم الصفوف ويدعو للفوضى ألخلاقه في كل مكان من هذا الوطن الكبير إلا داخل تلك المحميات المحتلة وكانت أوامر أسيادهم باحتلال ليبيا وإسقاط الدولة السورية بعد أن تمكنوا من إجهاض الثورة في مصر وتونس وبالفعل تم احتلال ليبيا واليوم تتوجه قوى التآمر والخيانة والعمالة لسوريا حتى لا يبقى للمقاومة في هذه الأمة سندا ولا درعا يحميها ورأينا الحرب الإعلامية والنفسية التي لم يشهد لها التاريخ مثالا على سوريا .
وكشف الشعب السوري البطل عن أعظم ما لديه من روح المقاومة والتحدي واصطف الجميع في سوريا حكومة وشعبا خلف القيادة الحكيمة للدكتور الرئيس بشار الأسد ، وأفشلوا على الاستعمار وعملاءه في المنطقة مخططهم وتكبدوا خسائر مالية لا تحصى خاصة محميات الخليج ، ولو استغلت تلك الأموال لدعم الاستثمار في الوطن العربي بدلا من التآمر على سوريا وقبلها احتلال ليبيا ، لما بقي هناك جائعا أو عاطلا عن العمل في هذه الأمة .
وجاء الموقف الروسي الصيني الحكيم عندما قام العملاء بنقل ملف التآمر على سوريا بما يسمى بالأمم المتحدة وكان هذا الموقف المتمثل بالفيتو الروسي الصيني تدعمه دول أمريكا اللاتينية والهند والدول الإفريقية ليشكل ضربة موجعة لأمريكا وأتباعها من عرب الاعتلال وبهذا الموقف الروسي الصيني المشرف تنفس العالم الصعداء وأن أمريكا الصهيونية لن تستطيع أن تسّير العالم حسب مصالحها ومصالح لقيطها الكيان الصهيوني في المنطقة .
ولذلك سيذكر التاريخ ألأممي والعربي تحديدا هذا الموقف العظيم لروسيا والصين والذي لم يأت من فراغ فهذه الدول العظمى لها مصالح أيضا وعندما تأكدوا من صلابة وشجاعة الموقف السوري شعبنا وقيادة وتحديه للمؤامرة قامت الدول العظمى بواجبها لأجل مصالحها التي تلتقي مع مصالح الأمة وعلى رأسها سوريا والعالم الحر الذي أساءه هذا التغّول الصهيو أمريكي على ألأمم المتحدة ، كما شكل الموقف السوري الشجاع الواثق من شعبه ضربة لكل المتآمرين الذين أخذوا يجندوا المرتزقة بكل العالم لضرب استقرار سوريا ، وقد قال الرئيس الأسد معبرا عن ذلك أنهم يربحون الفضاء ولكننا نربح الأرض على الواقع وبنبرة الواثق استطرد قائلا ولكننا أيضا سنربح الفضاء والأرض معا ، وهذا ما حدث .
انظرا الى قنوات الفتن والعهر السياسي والتحريض والفتن كيف خسرت رصيدها لدى مشاهديها في العالم وخاصة في الوطن العربي .
لكي المجد يا سوريا يا من تكسرت على صمود شعبك الحر كل جحافل الاستعمار وعملاءه ولا شك أن تاريخ الأمم المتحدة الملطخة أيديه بدماء الأبرياء في فلسطين العراق وليبيا ،هذه المؤسسة الدولية أو هكذا يجب أن تكون لجانب جامعة إعراب النفط التي لم تعد عربية والتي تتحمل مسؤولية كل تلك الدماء البريئة كما أسلفت .
اليوم وبعد الفيتو الروسي الصيني الذي أفشل المؤامرة الصهيوـ أمريكية على الأمة العربية هناك مؤشرا ايجابيا على بداية صناعة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ولا يعني ذلك أن المؤامرة على ألأمة العربية وعلى سوريا قد انتهت وهذه المؤامرات لن تنتهي إلا إذا دخلت سوريا حظيرة الأغنام الرابضة بالمهجع الأمريكي أو أن تنهض الأمة لتعيد كتابة تاريخها من جديد وهذا ما يناضل من أجله كل أحرار الأمة ودفعوا من أجل ذلك الشهداء التي عطّرت دمائهم ساحات الوطن العربي الكبير من المحيط الى الخليج ، ولا عزاء للصامتين .