لمصر لا لحسني مبارك

mainThumb

17-03-2012 12:09 PM

 أستعير اسم الكتاب ذائع الشهرة والصيت للأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل لمصر لا لعبد الناصر ، عنوانا لمقالي هذا مع تبديل اسم جمال عبد الناصر رمز الحرية والكرامة والاستقلال باسم حسني مبارك البغيض ، وأتوجه بندائي هذا وقلبي يقطر ألما وحزنا على ما أرى وأشاهد في مصر الحبيبة بعد ثورة 25 يناير التي تفاءلنا بها وتغنينا ببطولة أولئك الشباب الذين خرجوا يحملون أرواحهم على أكتافهم وبذلك المجد العظيم الذي صنعه أخوتنا في مصر العروبة والتغير السلمي الحضاري الذي تم وبأقل التكاليف البشرية .

 
 ورغم كل ذلك فهناك أصبح ما يؤلم القلب والوجدان وكنا نتمنى من ثورة 25 يناير المباركة التي انطلقت ضد نظام التبعية وبيع مصر للصهاينة الأمريكان ذلك الدور المشبوه الذي بدأه المقتول من شعبه أنور السادات بعد حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 م ، التي جعل منها الخائن السادات جسرا لعبور الصهاينة والأمريكان للوطن العربي وعلى رأسه مصر وكان الرئيس المخلوع حسني مبارك جزءا من ذلك النظام البغيض الذي أهان مصر بتقليص دورها في دوائرها الثلاثة التي حددها القائد المعلم جمال عبد الناصر وهي العربية والإسلامية والإفريقية وتحّمل الشعب المصري العزيز كل سفالات السادات ومبارك وكانت ثورته الأولى في 17 و 18 يناير عام 1977م ، التي جرى قمعها بقوة الجيش وبدلا من الدروس والعبر من تلك الثورة التي وصفها المقبور أنور السادات بثورة الحرامية وهذه سابقة بالتاريخ العربي لحاكم يصف شعبه بالحرامية .
 
 وللأسف أخذ نظام كامب ديفيد السادات مبارك بالهروب الى الأمام حيث أحضان الصهاينة والأمريكان ، وكانت النتيجة صفقة الخيانة والعمالة والتبعية المطلقة لكامب ديفيد ، وقتل السادات على يد أبطال أكتوبر وجاء مبارك الذي حكم بقانون الطوارئ ثلاثون عاما . 
 
وللأمانة والتاريخ أن الثمانية أعوام الأولى من حكمه كانت جيدة وبعد ذلك انحرف النظام خاصة بعد اعتماده عميلا مع أعلى درجات القرف لتدمير العراق الشقيق بحجة تحرير الكويت وأصبحت مصر في ذلك العهد البائد حارسة لأمن الصهاينة .
 
 وجاءت ثورة 25 يناير واصطف الجيش المصري مع الشعب عكس ثورة يناير عام 1977م ، عندما اصطف الجيش مع النظام العميل وموقف الجيش من ثورة يناير 2011 يحسب للقوات المسلحة المصرية الباسلة التي قدمت لنا أعظم النماذج من احمد عرابي لجمال عبد الناصر وعزيز المصري ومحمد فوزي للشهيد البطل الفريق عبد المنعم رياض وسعد الدين الشاذلي والجندي البطل سليمان خاطر وغيرهم من نجوم العسكرية المصرية ، ولكن مع تسلق دعاة تيار الإسلام السياسي انحرفت ثورة يناير عن مسارها وأصبحت كأنها وسيلة للانتقام وليس للغد والمستقبل ، كنت أتمنى كمحب لمصر والمصريين أن لا يكون الانتقام الذي يقوده دعاة الإسلام السياسي الذين قفزوا لقطار الثورة بعد أن حاولوا التجارة بها وبيعها من خلال محادثتهم ولقاءاتهم مع عمر سليمان نائب المخلوع ، وتحت صورته ، ولذلك دلالات معروفة .
 
 ونتمنى من الثورة المصرية وأحرارها إعادة الثروة التي نهبها المخلوع وأبناءه والعصابة المستفيدة منها وجعلهم لحكم التاريخ كما فعلت ثورة 23 يوليو المجيدة بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر عندما سمحت بخروج المخلوع فاروق مع أسرته الى منفاه الاختياري وكانت ثورة بيضاء كقلوب أبطالها ثوار يوليو والشعب المصري العظيم .
 
 وحسني مبارك سواء شئنا أو أبينا أصبح جزء من تاريخ مصر لمدة 36 عاما ما بين نائب ورئيس وبالتالي هو رجل عمره (85) عاما يعني ميتا وإعدامه أو سجنه لا يفيد وهو بهذا السجن ولا يليق بحضارة هذا الشعب الممتدة لأكثر من سبعة آلاف عام ، وثورة يناير بهذه المحكمة أساءت لنفسها والذي يحركها هم عملاء أمريكا من دعاة تيار الإسلام السياسي ، نتفهم ونقدر مطالب أسر شهداء الثورة ولكن الوطن وسمعته وتاريخه فوق الجميع حتى شهداء الثورة الذين هم أفضل منا جميعا لو عادوا الى الحياة لن يقبلوا بمحاكمة رجل تجاوز (85) عاما من عمره ، ونتمنى من الثوار استرداد ثروة مصر التي نعموا بها وتركهم لحساب الله والتاريخ ، لأن الانتقام الذي يدعو له البعض ليس من طبيعة المصريين والثوار المحترمين كما أن الرجل بكل ما له وعليه ، وعليه الكثير الكثير هو جزء من تاريخ هذا الوطن والشعب الحر ، وشعبنا العربي في مصر هو من طليعة الشعوب الحرة ، ونتمنى على الثوار أن لا ينظروا الى الماضي إلا بقدر ما يستفيدوا لبناء المستقل ولا يليق أن نرى رجلا يدخل المحكمة بهذه الصورة ، كان رئيسا لمصر ثلاثون عاما وهو يهان ويذل وهو بأيامه الأخيرة بالطريقة اللا معقولة .
 
 ولذلك نخاطب أولي الألباب أوقفوا هذه المحكمة وتفرغوا لبناء مصر الديمقراطية التي تريدون والتاريخ حكم وسيحكم على نظام كامب ديفيد السادات مبارك بأنه لا يستحق إلا مزبلة التاريخ . لذلك نقول من اجل مصر لا من أجل مبارك أوقفوا هذه المحاكمة . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد