عادل إمام وأحمد فؤاد نجم أول ضحايا الإرهاب

mainThumb

01-04-2012 11:12 PM

 كنت من الذين انتقدوا الفنان الكبير عادل امام وكتبت في ذلك كثيراً في عدة صحف ومواقع ولي شخصياً الكثير من الملاحظات على بعض أعماله خاصة الأخيرة التي كان يجامل بها نظام كامب ديفيد بدءاً من سقطته الأولى بفيلم إحنا بتوع الاتوبيس وصولاً إلى أفلامه طيور الظلام والإرهابي ولكن ذلك لا يمنع أن لهذا الفنان الكبير أعمالاً رائعة كثيراً ما عبّر بها عادل إمام عن حياة البسطاء والمهمشين في الوطن ونالت تلك الأفلام اعجاب الجمهور وجوائز عالمية لهذا الفنان المبدع الذي استطاع التربع على قمة المجد بلا أي منافس لمدة نصف قرن تقريباً .
 
وهناك أيضاً للإنصاف أفلاماً أخرى للفنان الكبير عادل إمام ينتقد بها النظام مثل فيلم مرجان أحمد مرجان ونعلم إن هذا الفنان استفز الكثير من الجماعات الإرهابية من تجار الدين أو أصحاب المصالح وكثيراً ما تعرضت حياته للخطر وهدد من تلك الجماعات التي أخذت على عاتقها أن تكون هي القاضي والجلاد معاً مستغلة بذلك الكثير من العوام الذين ينظرون للأشياء بشكل شخصي ومحدود ولذلك لم يكن غريباً في هذه الظروف المضطربة التي أعقبت ثورة 25 يناير ووصول الجماعات من دعاة التيار السياسي الإسلامي بمسمياتهم المختلفة للحكم وأن يكون الفنان عادل إمام والشاعر المبدع الكبير أحمد فؤاد نجم على رأس جدول الأعمال لتلك الجماعات المتطرفة التي أخذت على عاتقها دور رجال الدين كما كان يحدث في العصور الوسطى في آوروبا .
 
ونرى أن أول ما قامت به تلك الجماعات التكفيرية تقديم الفنانين الكبيرين للمحاكمة على ما أدعوه بازدراء الأديان ونحن الذين وأن سبق وانتقدنا عادل امام نجد أنفسنا اليوم نعلن عن ادانتنا لهذه البربرية والهمجية الغريبة على أرض مصر والمستوردة من الوهابية الصحراوية الحمقاء التي تريد لنا إسلاماً تكفيرياً لا نعرفه ولذلك نتضامن مع عادل امام ، والشاعر أحمد فؤاد نجم من الذين تصدوا للنظام البائد منذ ردة وخيانة السادات عام 1971م وفي ثورة 25 يناير كان الشاعر أحمد نجم وابنته نوارة من الوجوه التي عرفها المواطن العربي والمصري تحديداً أثناء الثورة المباركة في الوقت الذي كانت تجار الدين يحاولون عقد صفقات مع النظام البائد في لقاءاتهم مع عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع وهو أي الشاعر أحمد فؤاد نجم وابنته نوارة من رموز الثورة الداعين لها فهل سيصبح إلى جانب الفنان عادل امام أحد ضحاياها والشاعر نجم دخل السجون والمعتقلات واليوم يجد نفسه أسيراً للجماعات المتطرفة التي خطفت الثورة وهي التي لم تشارك بها من البداية .
 
والفنان عادل امام عكس الشاعر نجم لم ينفي صلته بالنظام السابق وصداقته بمعظم رموز ذلك النظام معروفة ولكن ما نعرفه أن الثورة جاءت لإنقاذ المواطنين وليس لتصفية الحسابات السياسية . إن ما يتعرض له الفنان الكبير عادل امام والشاعر الكبير احمد فؤاد نجم هي تصفية حسابات سياسية وإرهاب سياسي وكشف الوجه الحقيقي لتجار الدين الذين ركضوا قطار الثورة بلا أي حق وكنّا نتمنى أن يكون وصولهم للبرلمان عاملاً للاطمئنان لكل المواطنين من خلال نشر المحبة والتسامح ولكنهم بغبائهم السياسي كشفوا عن حقيقتهم وأنهم لا يقلوا دموية عن النظام البائد الذي ادعوا أنه أقصاهم بل وأثبتوا لكل مواطن أن النظام السابق كان أرحم منهم فهو مثلاً لم يمانع في وصولهم لقبة البرلمان بدليل وصول 88 واحداً منهم للبرلمان في انتخابات 2005م .
 
ولكنهم عندما نجحوا أداروا الحكم بنفس أدوات الحزب الوطني المنهار بل وتوفقوا عليه بتكميم الأفواه وكشفوا عن حقيقتهم القمعية الإقصائية ولذلك مصر اليوم كلها مخطوفة من هؤلاء القتلة الإرهابيين ونرفع صوتنا تضامناً مع الفنان الكبير عادل امام والشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم ونعلن عن انحيازنا لحرية الرأي والإبداع في مصر وكل العالم ونطالب المنظمات المدنية إدانة هذه البربرية وعدم تحكم هؤلاء وحدهم بصياغة دستور قد يعيدنا للعصر الحجري وخطر هؤلاء لا يقل عن خطر الأنظمة العميلة بل وهم اليوم ينافسوها لدى صهاينة البيت الأسود ويطرحوا أنفسهم بأنهم البديل ونموذجهم في ذلك التركي الفاشل الذي ما هو إلا سمسار صغير للولايات المتحدة والكيان الصهيوني ولذا نطالب برفع الصوت عالياً بوجه كل البرابرة الذين يريدون التجارة بأقدس الأشياء في حياتنا وإحرافه عن وسطيته واعتداله ليكون كما تصوره الصهيونية العالمية دين الإرهاب والتخلف ولذلك نعلن تضامننا مع عادل إمام واحمد فؤاد نجم وكل ضحايا الإرهاب والهمجية ونطالب الجميع برفع الصوت عالياً والتعبير بكل ما هو ممكن لأن الديمقراطية والحرية لا تتجزأ أبداً .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد