بعض المؤسسات الاسلامية تبتز الناس من خلال الدين -ربما من حيث لا تقصد أو لا تشعر ، ونحن نعلم جيداً أن هذه المؤسسات ربحية ومن حق أصحابها أن يربحوا من خلالها ،وهي ليست جمعيات خيرية ولكنا نتوخى فيهم وهم الذين يرفعون شعار الاسلام أن يتحلوا بروحه روح السماحة والرحمة والتعاون والقناعة وأن يقتسموا اللقمة مع من قدر عليهم الرزق من إخوانهم في الاسلام كما أننا نعلم أن هناك من بسط عليه في الرزق فلم يعد يبالي كم دفع أو يدفع ولا يتأثر بما زيد أو يزاد في أثمان تلك الخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات
ولكن.....
بين هؤلاء وأولئك
فئة وثقت بتلك المؤسسات وأتمنتها ورضيت بها واختارتها على ذلك الاساس الديني والتوجه الأخلاقي رغم صعوبة الحالة الاقتصادية لهم ، فهل تكون النتيجة أن تدفع ثمن اختيارها ذلك غالياً فوق ما يستطيعون ؟
نحن نعلم أن الجواب جاهز لا أحد يجبرك على ذلك ، (على قد فراشك مد رجليك) ، ( المعوش بيلزموش) ،إذهب إلى المؤسسات الحكومية ،(اللي مش عاجبو يشوف غيرنا ) !!
وبالرغم من أن هذا الاسلوب ليس حضارياً ولا يتناسب مع روح الإسلام التي تحمل هذه المؤسسات اسمه وترفع شعاره ، وهو أقرب إلى الأسلوب البلطجي الجاهلي الذي ننتقده على الآخرين إلا أنه من الجدير بالذكر أن هذه الفئة المتوسطة من ذوي الدخل المحدود ممن ضغطوا على جراحهم و ضيقوا على أنفسهم من أجل اختيار تلك المؤسسات الاسلامية هم ..
فئة اختارت المدارس الاسلامية الخاصة لا لأنها خاصة ولكن لأنها اسلامية ولكي تحافظ على أخلاق أبنائها وبنتاتها وتغرس فيهم قيم الإسلام ، وهم يسمعون كل يوم عن مستوى الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه الحال في معظم المدارس الحكوميه - للأسف-
اختاروا المستشفيات الإسلامية الخاصة لا لأنها خاصة ولكن لأنها اسلامية ولكي تستر عورات بناتهم ونسائهم وعوراتهم و يتعاملون بمن يتحرى الأمانة في علاجهم ويتوخى الضوابط الشرعية في ذلك و يعاملهم بروح الاسلام
اختاروا البنوك الإسلامية لأنها اسلامية لكي يضمنوا تحري الحلال في لقمتهم و ارضاء الله في معاملاتهم وباختصار فإنهم رغم امكاناتهم المحدودة اختاروا المؤسسات الاسلامية لأنهم اختاروا الاسلام اختاروا الأخلاق اختاروا القيم (بالعامية - مش فشخرة ومظاهر) ، فهل ندفعهم ثمن اختيارهم هذا غالياً؟؟
نحن نعلم جيداً أن أصحاب هذه المؤسسات سيقولون : نحن لسنا الحكومة ولا المسؤولين عن ذلك كله.
ولكن ...يا إخواننا ..يا أصحاب هذه المؤسسات ... نحن نخاطبكم بقدر عتبنا عليكم ...لأنكم إخواننا ، ولأنكم حملة مشروع نهضوي للأمة ، لأنكم تقولون للناس أنكم تقدمون لهم البديل الإسلامي ، لأنكم ترفعون شعار : الإسلام هو الحل !! فهل هو حل للأغنياء فقط ، وهل البديل الاسلامي للأغنياء فقط ؟؟
فإن قلتم بعد ذلك : أننا لسنا المسؤلين .
قلنا لكم : فإما أنكم صادقون مخلصون في كل ما ذكرتم من نيتكم في خدمة الاسلام حقاً أن مشاريعكم دعوية،وإما أنكم مدعون لذلك غير صادقين فيه ، (تجار فقط) فاتقوا الله واصدقوا في خطابكم ولا تجعلوا الدين وسيلة لترويج سلعتكم.
إننا نخشى أن تكون ممارساتكم هذه سبباً في نفور الناس وتخوفهم من حكم الاسلاميين القادم !!....
اخواننا اصحاب المؤسسات الاسلامية:
لا تجعلوا القيم الاسلامية سلعاً
اخواننا اصحاب المؤسسات الاسلامية:
لا تجعلوا الاسلام للأغنياء فقط
اخواننا اصحاب المؤسسات الاسلامية:
اخترناكم عند العسر فهل تخليتم عنا عند اليسر؟!
اخواننا اصحاب المؤسسات الاسلامية:
اخترناكم بشدة فهل تخليتم عنا بسهولة؟!
** ملاحظة : المقال عام في المؤسسات الاسلامية من حيث المنهجية العامة ، ولا يقصد به التجريح أو التشهير بمؤسسة بعينها ، وإنما النصح ( الدين النصيحة) فلعله يجد من يسمعه.
والله من وراء القصد
اعتقالات جديدة تطال ثلاثة رؤساء بلديات معارضين في تركيا
