سنوات طويلة خلت، والحكومات المتعاقبة تحدد ساعات دوام الوزارات والمؤسسات الرسمية خلال شهر رمضان المبارك من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر ، وهذا الدوام يناسب الموظفين وغير الموظفين ولم يسبق ان حصل شكوى او تذمر من دوام الموظفين كونه منحهم الوقت الكافي للعمل والعودة لمنازلهم والقيام بالواجبات والاستعدادات للتحضير لمأدبة الافطار واستقبال الضيوف ، او القيام بواجبات الدعوات والعزائم التي تكثر في هذا الشهر الفضيل.
هذا العام ، اختارت الحكومه ان تقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه الحكومة قبل السابقة في السنة الماضية والتي اتبعت منهجا آخر ، وبدون سابق انذار او اشعار ، فقد حددت الحكومة في بلاغ رسمي ساعات الدوام في شهر رمضان ليكون بدء العمل من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر ، بينما كان لسنوات طويله يبدأ من التاسعة صباحا ولغاية الثانية بعد الظهر ، وفي هذه العجالة لا اعتب على الحكومه التي اتخذت هذا القرار والذي يبدو انه سريعا وغير مدروسا ، ولكن نعتب على مستشارين الحكومه او الذين تم استشارتهم ليخرجوا علينا في هذا القرار . والذي له اثر كبير على النواحي الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الاردني ، واوجزها بما يلي :
1- دوام الموظفين الساعة العاشرة صباحا يتسبب في ازمة سير خانقة وخاصة ان موظفي القطاع الخاص لا يذهبوا الى عملهم قبل العاشرة صباحا ، وبالتالي سيتزامن خروجهم للعمل مع ذهاب الموظفين للعمل .
2 - الساعة التي سيبقى بها الموظفين في بيوتهم لن يستفاد منها في اي انجاز او عمل داخل المنزل او خارجة كون المولات والبقالات والاسواق ومحلات الخضروات لم تكن قد بدأت عملها .
3 - مغادرة الموظفين الساعة الثالثة بعد الظهر للعمل ، يعني وصولهم الى بيوتهم الساعة الرابعة بعد الظهر ، كما ان المراجعين للوزارت والدوائر لن يحضروا بعد الساعة الثانية لمراجعة هذه الوزرات. واثار الصيام تبدأ بالثاثير على الصائم والتسبب بمزيد من التعب والارهاق في ساعات ما قبل الافطار وبالتحديد عند المدخنين ، وللعلم (75%) من افراد المجتمع من المدخنين .
4- المتضرر الكبير من هذا الاجراء الحكومي الخاطيء المرأة الاردنية الموظفة ، وخاصة انها ستعود للمنزل مرهقة من العمل ، وتدخل في سباق مع الزمن لانهاء متطلبات الافطار قبل الموعد المحدد .
5 - لمواجهة اي تأخير في اعداد وتجهيز موائد رمضان ، سيلجأ ارباب الاسر من الموظفين والموظفات الى طلب المغادرات والاجازات ( المرضية والعرضية والرمضانية والطارئة ) والخروج من العمل تحت اي مبرر ووسيلة ، واذا اخذنا في عين الاعتبار ان عذر " عندي اليوم عزومه" عذرا ومبررا مقبولا لطلب الاجازة والمغادرة ومسلم به وخاصة ان شهر رمضان ، شهر الكرم والتسامح والمعامله الحسنة ، والمدراء ورؤساء الاقسام هم جزء من المجتمع وهم ايضا عندهم عزائم وولائم وصلات رحم وعلاقات اجتماعية، وهذا يؤكد الاضرار الاقتصادية التي ستلحق بالدولة والوازرات والدوائر الرسمية بسبب تعطل الموظفين عن العمل .
6- هناك فئة من الموظفين والموظفات يلجأون الى تجميع اجازاتهم لشهر رمضان ويأخذونها دفعة واحدة ، وهذا ايضا يربك العمل ويلحق الاذى والتذمر من المواطنين المراجعين للوزارات والدوائر الرسمية .
وبعد ،،، القرار الذي اتخذته الحكومه في تحديد دوام الموظفين في شهر رمضان من العاشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر ، قرارا خاطئا، والقرار الانسب اجتماعيا وجسميا واقتصاديا اعادة الامور كما كانت في السنوات السابقة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر. او ابقاء الدوام من الساعة الثامنة صباحا وتخفيض ساعات االانتهاء من العمل الى الساعة الواحدة ظهرا مع التأكيد والحرص على استثمار قدوم شهر رمضان الفضيل في الطاعة والمغفرة، والعمل والانجاز والبعد عن الكسل والتراخي - والتحجج - بالصيام .
مسك الكلام ،،، نؤكد على اعادة النظر في بلاغ الحكومة والاخذ في عين الاعتبار الموجات الحارة وارتفاع درجات الحرارة والتسهيل على الموظفين بدلا من استنزاف وقتهم في هذه الطريقة. قرار خاطيء بامتياز . ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك، ابارك لكم قدوم هذا الشهر ومتعكم الله في الصحة والسلامة .
ohok1960@yahoo.com