بادئ ذي بدء أقول أنني من أشد المعارضين لسياسة الحكومات الأردنية المتعاقبة ، ومن الذين يدعون دائما للحراك الوطني السلمي الذي أرى أنه الطريق الوحيد للإصلاح السياسي والاقتصادي ، ولقد سبق للدولة الأمنية الفاسدة أن نكلت بي وبرزقي وأبعدتني عن عملي ودفعت الثمن كثيرا بضياع وظيفتي ولم أعد أمتلك بهذا الوطن إلا كرامتي وشرفي الذي أعتز بهما خاصة بعد أن أجبرت على بيع قطعة أرضي الوحيدة التي أمتلكها وبالتالي لا أحد يحسبني على هذه الحكومات الفاسدة ، ولا أعمل خارج قناعتي وضميري وانطلاقا من الثوابت المبدئية التي أؤمن بها ويؤمن بها كل الأحرار في وطني .
أطالب الجميع بإدانة التدخل الفرنسي السافر في شؤوننا الداخلية وأعتبر ما صرحت به السفيرة الفرنسية (( كورين بروزيه )) خطيرا جدا وإساءة لحراكنا الوطني وأتساءل بأي حق تصرح السفيرة الفرنسية بأنها شاركت بأكثر من مسيرة إصلاحية في عمان ، ومن الذي دعاها وبأي صفة حضرت وثم اسأل حكومتنا التابعة ألا يعتبر تصريحها الاستفزازي تدخلا في شؤوننا الداخلية وبأي حق تطالب النظام باحترام حقوق مواطنيه ، هل أصبحت مندوب سامي في زمن يحدثنا إعلام الحكومة وكتبة التدخل السريع به عن الاستقلال وعصر الاستقلال .
لقد احترمنا الثورة في مصر وقبلها في تونس وقلنا إنها إرادة الشعب رغم التحفظات خاصة في التسرع بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في القطرين الشقيقين قبل كتابة دستور عصري ديمقراطي ينظم الحياة السياسية في القطرين الشقيقين ، لأن الثورة عندما تحدث في أي بلد في العالم تلغي كل القوانين فكيف نتحدث عن ثورة ولا زال النظام موجودا بقوانينه في القطرين الشقيقين ، ومن المفترض أن يكون البديل جاهزا للأفضل الذي لم نراه بعد مع احترامنا وتقديرنا لدماء الشهداء وصمود شعبنا العربي في تونس ومصر وإصرارهم على حقهم في وطنهم ومع ذلك نبارك لهذين الشعبين ثورتهم الوطنية التي لم تكتمل ، ولكن تبقى الثورة في البلدين إنتاجا وطنيا بحتا رغم التدخلات والملايين التي أنفقت ولكن قيمة ما حدث بأنه لا عودة للوراء .
أما الأحداث الإرهابية في ليبيا وسوريا وما رافقهم من تدخل دولي سافر من أعداء الأمة حيث أسقطت الدولة في ليبيا والمؤامرة على قدم وساق تجرى اليوم على سوريا، وقد رفضنا ذلك التدخل الذي نرى به إعادة احتلال للمنطقة ووضعها تحت الوصايا رغم التطبيل والتزمير لكثير من كتبة التدخل السريع ألذي أصابهم عمى ألوان ، فقد أزهق الإرهاب في البلدين الشقيقين أرواح آلاف الشهداء وكل ذلك نتيجة التدخل الخارجي ومنه الفرنسي حيث قبض على ضابط فرنسي كبير في سوريا يدير الأعمال الإرهابية كما تناقلت الكثير من الصحف .
والسفيرة الفرنسية اليوم وبكل وقاحة سياسية تحدثنا أنها شاركت حتى في بعض مسيراتنا الإصلاحية وأعتبر ذلك اهانة للشعب الأردني وحراكه الوطني ونحن نختلف مع الحكومات والنظام ولكن ضمن إطار البيت الوطني ولا نسمح بأي تدخل خارجي سواء من فرنسا أو أمريكا الشريك الاستراتيجي لنظامنا السياسي وغيرهم ونعتبر أن أي تدخل خارجي في القضايا الوطنية أكبر إساءة لها .
ولذلك نطالب السفيرة الفرنسية التي أصبحت وكأنها مندوبا ساميا باحترام صفتها الدبلوماسية ونحن لسنا من أتباع الثقافة الفرانكوفونية المنحطة ونرى أن هذه السفيرة تجاوزت كل الحدود يأتي ذلك مع صمت النظام وحكومته التي اعتادت وسابقاتها على سياسة الاملاءات الخارجية البريطانية سابقا والأمريكية لاحقا .
واليوم نرى السفيرة الفرنسية أيضا تحاول الوصايا على وطننا ومن هذا المنبر أطالب كل المعارضة الوطنية والحراك الشعبي طرد كل سفير أجنبي يتجاوز حدوده الدبلوماسية لأن حراكنا وطنيا أردنيا ولن يكون غير ذلك.
alrajeh66@yahoo.com