لبنان ينجرف الى المستنقع الدموي السوري

mainThumb

19-03-2013 01:22 AM

لبنان يعيش هذه الايام اجواء حربين، واحدة اهلية تتطور ارهاصاتها بسرعة، وثانية اقليمية يمكن ان تتورط فيها دول عربية واجنبية.


الاعتداء الآثم الذي تعرض له اربعة شيوخ من الطائفة السنية اثنان منهم من دار الفتوى على ايدي مجموعة من الشبان الشيعة يوم امس، ربما يكون الشرارة التي يمكن ان تشعل حربا اهلية في بلد يشهد حالة استقطاب طائفي تقترب من ذروتها.
الشارع اللبناني يعيش حالة توتر واستنفار دفعت زعماء الطوائف للمسارعة لتطويق الموقف، وادانته وفي الطليعة حركة "امل" و"حزب الله" اللذان استنكرا بشدة التعرض للمشايخ، ووضعا الاعتداء في خانة السعي الى اثارة الفتنة، فيما ندد مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني بالاعتداء وناشد الجميع الهدوء وضبط النفس.


نعم هناك فتنة تريد اغراق لبنان في احتراب طائفي، فاذا كانت جريمة حافلة عين الرمانة بمثابة عود الثقاب الذي اشعل فتيل حرب اهلية استمرت 15 عاما، بين المسلمين والمسيحيين، او اليسار واليمين، لضرب المقاومة الفلسطينية وحلفائها، فان هناك من يريد حربا اهلية بين المسلمين انفسهم هذه المرة، والطائفتين الشيعية والسنية على وجه الخصوص.


لبنان يعيش حالة من الاحتقان تتضخم يوما بعد يوم بسبب اعمال الشحن الطائفي التي تمارسها وسائل اعلام وصحف، وتحوله الى ساحة اقتتال بين انصار النظام السوري ومعارضيه، وممر للاسلحة والمقاتلين في الوقت نفسه.


الحرب المستعرة في سورية لاكثر من عامين، بدأت تمتد السنتها الى لبنان، بدءا من الحدود المشتركة بين البلدين، فهناك انباء شبه موثوقة عن حدوث اشتباكات دموية بين مقاتلين تابعين لحزب الله اللبناني وآخرين من الجيش السوري الحر.
اقدام طائرات سورية مقاتلة على قصف مواقع للجيش السوري الحر داخل الاراضي اللبنانية مثلما اكدت الادارة الامريكية يشكل تطورا خطيرا يمكن ان يكون مقدمة لهجمات اخرى داخل العمق اللبناني اذا لم يتم علاج هذه المسألة بسرعة.
السلطات السورية هددت قبل يومين بضرب تجمعات للمعارضة المسلحة اذا استمرت في اتخاذ الاراضي اللبنانية، وبلدة عرسال الحدودية الاستراتيجية على وجه التحديد، كقاعدة انطلاق لشن هجمات ضد اهداف داخل الاراضي السورية.
الازمة السورية مرشحة لفصل جديد من التصعيد حيث تقترب معركة دمشق الفاصلة، ويتضح ذلك من خلال اعطاء الولايات المتحدة الضوء الاخضر للدول الاوروبية والعربية لتسليح المعارضة السورية المسلحة باسلحة حديثة، وخاصة صواريخ مضادة للطائرات لشل فاعلية سلاح الجو السوري.


بالامس اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان بلاده "لن تقف في وجه" الدول الاوروبية التي تريد تسليح المعارضة السورية لمواجهة نظام الرئيس بشار الاسد، وهذا يعني ان الحظر الامريكي على عمليات التسليح هذه خوفا من وصول الاسلحة الحديثة الى الجماعات الجهادية قد جرى رفعه.


لبنان الحلقة الاضعف في هذا الصراع، وهناك جهات عديدة تريد اغراقه في المستنقع الدموي السوري، حتى تتحول ارضه الى ميدان للحرب بالوكالة بين النظام السوري وخصومه، وبين القوى العظمى وروسيا وامريكا على وجه الخصوص.
حادثة صغيرة، مقصودة او غير مقصودة قد تشعل الحرب الاهلية المذهبية، وبما يؤدي الى توريط مباشر لحزب الله والقوى السنية الاخرى.


النظام السوري اذا ما سقط لن يسقط وحده، وسيحاول ان يأخذ ما تيسر من دول المنطقة، ولبنان اولها، وهذا سيؤدي الى حرب اقليمية قد تتحول الى حرب عالمية اذا وضعنا في اعتبارنا تمسك الروس والايرانيين بدعم حليفهم في دمشق والحيلولة دون هزيمته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد