الذكرى المؤلمة لنكبة الأمة الثالثة

mainThumb

14-04-2013 08:50 PM

 في التاسع من نيسان الجاري مرّت على الأمة العربية الذكرى الثالثة عشر لاحتلال العراق وتدميره وهي النكبة الثالثة بعد فلسطين وخروج مصر من الصف العربي وإرجاع هذا البلد العظيم إلى ما قبل عصر الدولة ، كما كان يقول مجرم الحرب رونالد رامسفيلد ، والأخطر من ذلك كان تدمير أساس الدولة العراقية وإثارة النعرات التقسيمين على أسس طائفية وعرقية ومذهبية وحتى لا نخدع أنفسنا كما يقول البعض بحسن النوايا إن أمريكا هربت وخسرت أكثر من أربع آلاف قتيل وهذا صحيح ولكن للأسف تحقق لأمريكا ما قامت من أجله الحرب وهو تدمير العراق وتقسيمه وحل جيشه لهدف واحد وهو أمن الصهاينة في فلسطين المحتلة والصهاينة العرب في الخليج المحتل ، ونذكر ما قاله مجرم قانا صديق مرسي العياط الإخواني حاكم مصر شمعون بيريز بعد احتلال العراق مباشرة الآن بوسع أي إسرائيلي أن يرتاح وينام الليل ولذلك ليس من صنع الصدف أن يتم تدمير أسس الدولة العراقية وسرقة آثارها مع بداية الحرب وبعدها وتهريب آثارها العظيمة لأمريكا والكيان الصهيوني تحديداً والقضاء على خيرة عقولها من العلماء المختصين الذين لقوا حتفهم إما بالاغتيال وسعيد الحظ من تمكن من الهروب خارج الوطن . 

 

إن تلك الاغتيالات كانت مقدمة الاحتلال حتى لا يعاد إنتاج عراق عربي قوي لأمته ولشعبه ، حيث أصبح العراق بعد الاحتلال هو عراق الطوائف المنتاحرة المنقسم على نفسه وأصبح شماله مسرحاً للموساد الصهيوني وذلك ما حذر منه منذ عقود الزعيم العربي الكبير هواري بومدين رحمه الله عندما قال أن شمال العراق هو إسرائيل الثانية وقد أوضح ذلك الزعيم إن القيادات الكردية وليس الشعب الكردي الذي يربطنا به علاقات تاريخية ولكن تلك القيادات بارزاني وطالباني كرسوا أنفسهم لخدمة المشروع الصهيوني لأجل ما يسمونه بالدولة الكردية المزعومة التي يريدون إقامتها على حساب أربع دول أساسية بالمنطقة وهي العراق وسوريا وإيران وتركيا ، مع أن العراق في ظل الحكم القومي بعد ثورة 14 تموز المباركة كان أكثر من أعطى الأخوة الأتراك حقوقهم خاصة في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين ولكن الأكراد كالأخوان المسلمين تماماً استخدموا من قبل كل أعداء الأمة حتى لو كانوا من الذين تولوا قيادة تلك الأمة لأسباب خارجية معروفة والحديث بذلك يطول ولكن الاخوان استخدموا لخدمة تلك الأنظمة العميلة لأمريكا أي أنه كان هناك حلف امبريالي رجعي أخواني . 
 
إذاً احتلال العراق لم يكن حدثاً منعزلاً عما حدث ويحدث على الساحة العربية فقد سبقه إخراج مصر من الصف العربي بجريمة كامب ديفيد وإغراقها بالفوضى والإرهاب بعد حرب أكتوبر المجيدة المباركة والتي للأسف جعلها السادات ومبارك ومرسي على نفس النهج جسراً للتطبيع مع الصهاينة ليسهل بعد ذلك تسليمها للإرهابيين القتلة من عصابة التأسلم ، وبعد احتلال العراق تمّ احتلال الدولة الليبية وقتل أكثر من ربع مليون من أبنائها وعلى رأسهم العقيد الشهيد معمر القذافي واليوم المؤامرة على سوريا تسير نحو إسقاط الدولة السورية وبعد أن تعثر مشروعهم الإجرامي بفضل صمود سوريا شعباً وقيادة وجيشاً أصبحوا يعملوا على إستنزاف الجيش السوري وضرب بنية الدولة السورية حتى وصل الأمر أن تفكك مصانع بأكملها في مدينة حلب وترسل لعصابة أوردوغان الصهيونية المتأسلمة التي أساءت لتركيا وعلاقاتها مع جيرانها العرب . 
 
اليوم يتذكر كل القادة العرب ما قاله لهم الشهيد الرئيس صدام حسين من معتقله وكأنه ينظر بعين زرقاء اليمامة " إذا كانت أمريكا هي التي تحاكمني فأنتم غداً سيحاسبكم شعوبكم بعد أن يرفع الغطاء عن بعضكم " وهذا ما حدث مع مبارك وقبله زين العابدين ، حيث كان مبارك صاحب الدور الأكبر والأكثر في تدمير العراق عام 1991م تحت ذريعة تحرير الكويت وسهل احتلاله عام 2003م لمهد الطريق لابنه لاحتلال عرش مصر . 
 
إذاً أمريكا أخذت ما ارادته من غزو العراق ، تدمير أسس الدولة العراقية وتفريغها من العلماء ونشر الطائفية والإرهاب والقتل بالقاعدة وأخواتها إضافة لذلك إعدام قيادته الشرعية وعلى رأسها الرئيس الشهيد صدام حسين ورفاقه الأبطال الذين سجلوا أنبل الموافق البطولية في لحظة فاصلة قبل الموت وحاكموا هم جلاديهم ، ولعلّ هذا ما أصبح المثل والقدوة لكل أبطال المقاومة وليس المدعين لها من القاعدة وأخواتها وحتى لا نخدع أنفسنا نقول أن أمريكا حتى الآن لم تدفع الثمن الذي يساوي جريمتها بالعراق بل وللأسف نجحت في كل ما أرادته من احتلال العراق ونحن العرب حتى الآن بكل أسف أقولها أشبعناهم شتماً ولكنهم فازوا بالإبل كما يقول المثل المعروف ، ولكن ولو لحين وما نراهن عليه هي المقاومة العراقية العظيمة التي جعلت أمريكا تشعر أنها ليست ذاهبة إلى نزهة وأن الشعب العراقي لم يقابلها بالورود ولكنهم قابلوهم بالنار والبادي أظلم  . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد