الوطن المفقود -2

mainThumb

07-05-2013 01:03 PM

منطقة العربية منطقة مسلوبة الارادة ، وتختصر بأنها أرض صراعات قائمة لوقت مؤجّل ، وفيها من الأدوات العربية ما يكفي لإدارة فن الأزمات واستمرارها ، وعندما تمحورت شيئاً من الوضوح في مقالي الأول -الوطن المفقود 1 ، أردت بذلك أن أبيّن أن السبب الرئيس في عدم شرعية الثورة هو عدم مصالحة مع المواطن العربي لنفسه والآخرين ، وضمور فكرة التحرر وبناء عقد اجتماعي بين مكونه العام ، وثقافته التي تسرق يوماً بعد يوم ..

في هذا الباب من الوطن المفقود ، سوف أضع النقاط على أهم مفصل في مجتمعنا العربي وهو التعليم ، وما استحوذ من خلاله على رسم ثقافات بين بنى المجتمعات العربية كثقافة وسلوك استطاع بعدها أن يرسم واقعاً تعارض مع الدين ومع كل القيم ، والذي من شأنه أن يؤطّر لمرحلة قادمة من التماسك بين كل عناصر المجتمع العربي ...

منظومة الاحتلال ، لن تسمح للمواطن العربي بتدريس وتعليم المفاهيم العربية والاسلامية التي تبني الانسان على أساس ثقافة جامعة عربية اسلامية قوامها معرفة ان هناك قضايا مصيرية تعصف بواقعنا وأولى هذه القضايا -الاحتلال والاستعمار وما زرع فينا من تشرذم على كل الواجهات والاحتمالات ، واعتبار ما حصل من استعمار واحتلال هو أن نوضعَ بمصاف الدول العالمية في السلوك والقيم كمدنية عمياء مؤدلجة على التناقضات ، ورفض الرسالة الإلهية ؟! بعيداً عن الدين الذي أرسى قواعده فينا وفي ثبات الجغرافيا وقدسيتها - رسول الاسلام محمد - صلى الله عليه وسلم ، وتفسيراً للعبارة السابقة (مدنية عمياء مؤدلجة على التناقضات) أي انهم وضعوا بعاملوبسط القوّة فقط ولضعفنا بالتأكيد ، سياسات ، وحكّام ، ورؤساء حكومات ، ووزراء وأدنى من هذا في السلوك ، وعلّموهم كيف تدار مثل هذه الشعوب فيما بينكم - مقابل ثمن النرجسية ليتملّكونها ( منصب سيادي على عبيد ! ) وأدلجوهم على بقاء الشعوب العربية دون الحد الادنى من الحياة ، وعثراتها لمن يحكم هذه الشعوب ؛ لتبقى بعلّاتها ، وتفككها أكثر فأكثر ....

بين المفردات الشيء الكثير لتفسيره ، ولكن استطاعوا واقصد ( الاحتلال ) من خلال أدواتهم وتتمثل أولاً بعنصر النساء - لأن هناك فكرة هامّة بين كبريات السياسة عندهم ؛ وهي أن الرئيس العربي أو الملك العربي - يحاط باعتراف دولي لتسلّم السّلطات ، و’تحمى من خلاله أداة في الظّل اسمها الزوجة !!!! في كل دول المنطقة العربية ، في أن يناط بهؤلاء النساء (زوجات أدوات الاحتلال) في أن يمارس عليهم التدريب الرئيسي مقابل ثمن بخس كهؤلاء ، للإنقلاب على التعليم ، وتمييعه ، ورسم مفاهيم تجد القبول عند المرأة العربية باعتبارها عنصر رئيس في بناء وتكامل الأمة وقيمها ، وقد اعتبروا نقطة الضعف عند المرأة العربية ، بل وعند أكثر النساء ، في تعطّشها لشيء من التحرر من الاسلام ، والذي يحفظ ويحرص على قدسية المرأة وخصوصيتها ، لتنعطف بعد ذلك لقيد أسر أكثر تسفيه بمنظومة الدول الراعية لتفكك الأمم - لتصبح بعدها امرأة تنقلب على الأسرة والتعليم والرجل والابناء في سلوكها - بأن تصبح مومساً كالمرأة التي تعيش’ واقعها الحقيقي بين الأمم التي احتلت العالم ، وقتلت الاطفال ، واستباحت الأرض والعرض وإفقار الشعوب ... وهاي هي الآن تمارس ذات العهر على تعليم الاجيال في كل المناطق العربية وأكثرها دقة هو مؤتمر سيداو ( مؤتمر النضال من أجل الإخلاص للمحتلين والمارقين ) - فهل من شك في ذلك ؟! و

التعليم هو محور بناء وانتاج وطن وشعب ، ومفتاح حقيقي لقيم النظام والتطلّع نحو المستقبل على أسس من الثقافة العربية الاسلامية ، ونستطيع أن نقول أننا بوعي الاجيال ، وممارسة التخطيط الاستراتيجي على أصولة قادرين بالتأكيد على رسم الدولة التي ننهج ، ونتطلّع مستقبلها - فكيف يناط التعليم بعمل النساء وزوجات الأدوات المنفّذة لبرامج متعددة من الشكل المجمّل ، والخطير بمحتواه من الداخل - وهي برامج اقتصادية تعليمية وثقافية مزورة بحقيقتها - الهدف منها النيل من كرامة وقيم الشعوب وإفقارهم ، وقتل ما تبقّى من أسس العدالة العربية ، وبناء الأسر على أساس من العدميّة والانهيار ....

من العيب أن تقبل المجتمعات ككل ، أن يتسلّم من سمّوا أنفسهم بمسؤولين عن الشعوب بتحريك عجلة التعليم لما يخص تجارتهم وعمالتهم المبرمجة على الربح ، وبسمة القتل والسخف على أجيال القادم من الأيام ؛ لتبقى الشعوب بحالة من فقدان الذاكرة ، وإقصاء كل ما من شأنه أن ينتقل بنا لمزيد من نواقل المعرفة والتقدّم - فالتعليم لا يناط عمله بامرأة ، ولا مؤسسات تسلسلية تربط ببرامج الخارج المحتل - والرسالة هي رسالة اعتراف بأن التعليم ينهار ، وهذا رسم حقيقي يجعلنا بخانة الوطن المفقود .....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد