العقل العربي المتحول

mainThumb

09-08-2013 06:14 PM

كل المنتج الثقافي الذي يغتال الشعوب العربية ؛ هي تلك السياسة التي انتهجتها بريطانيا قبل اكثر من ثمانين عاماً لاستعمار الشعوب بأدواتها المختلفة في المسميات - نظام ملكي - نظام جمهوري ملكي تابع  ؛ هو في النهاية اعتراف بالضعف والانصياع  لما يتبع من ممارسات الأنظمة التي وضعت سيطرتها على الديمغرافيا بمختلف اشكالها المتواجدة - مسلم منظّم  - مسيحي ( كاثوليكي متزمت ، بروتستانت ) - شيعي يعمل كأداة دموية دون مرجعية لمكونه ، وشيعي تسيطر عليه ولاءات المذهبية دون معرفة )  - سني متطرّف - سني درويش - سني مؤدلج وربما يكفّر الآخرين ؛ لأنه بلا منافع سياسية - درزي متزمت - درزي صامت لاستمرار البقاء فقط - قومي ظاهري - وبعثي نفعي - وشيوعي بلا ثقافة حقيقية للمبادىء - الخ .

كل هذه المخرجات ومع مرور الزمن انتجت ما يسمّى ظاهرة للتغريب الطبيعي للهوية العربية التي تجمع بينهم بطبيعتها ثقافة إسلامية كعادات منتقاه من قيم وشيم العرب النقية -  والتقاليد بمختلف اشكالها ..... كل ما سبق كان طوع بين أيدي الغزاة داخل المنطقة العربية ؛ لإعادة انتاجهم على ثقافة واحدة ترمي بظلالها تحت بنود محصّله  وفق ثقافة العبد والسيّد ، وثقافة الخوف من القادم ، وثقافة انسان يحرص على الشبع ويخشى الجوع ، وثقافة شراء الولاءات القبلية ، والإعلام التابع بإطار التجميل للمواقف السياسية للأنظمة الحاكمة ، واستمرار سيطرة الايدولوجيا التي تتبلور في زراعة العنصرية بين المكون العربي ، واستنزاف الموروث الثقافي العربي الاسلامي ، وإنتاج حالة لم تكن بموروث العادات العربية سابقاً وهي حالة التخاصم والتآمر بين أجزاء العقل العربي ككل - وانعطف ذلك فيما بعد في أن اصبح المواطن العربي لا يعرف نتائج الفعل الذي يقوم به جراء تشرذمه أمام العالم الذي ولد بينه ، وعاش بطبيعة فطرية في معتقده ، وجمود في عدم ولادة ثقافة يمكن ان تدلّه كيف يبنى المواطنة على اساس فهم وإدراك ، وكيف يسعى لإعادة بناء وطن بمكون بشري معزول عن نظامه السياسي ؛ليكون الساعد الأقوى في مسيرة خلق مجتمع عربي واعي يدرك ان الثورات بدون فهم ووعي ربما تنحرف معه للعودة إلى قاع المحيط ، وأن العمل على انتاج منظومة من الوعي تتطلب مشاركة جماعية - تدرك ابعاد ما هو الوطن والمواطنة ، وكيف ننتج انساناً مؤمناً بذلك ...


لا يمكن للمنطقة العربيّة ان تعيد انتاج نفسها دون الإيمان بأحقيّتها في الحياة ، واستقلالها عن الآخر ذو النزعة البراغماتية المتعددة الأغراض  - فالمواطن العربي الذي يتحوّل بسرعة لمجرّد الانحراف نحو أيقونة الفساد الذي يحكم بلاده هو بالضرورة إنما ينعطف نحو بيع وطن وانسان صاحب حق بغباء ممنهج غير مدرك لحقيقة مهمة وهي ان الانسان الذي يمارس معتقداته بقيود سياسية ناظمة لمسيرة حياته داخل أرضه ؛ هو مدعاة لإسقاط تاريخ امّة بأكملها ، فلا يوجد ادني شك ان حرية ممارسة المواطنة بشكلها الصحيح هو الايمان المطلق في بناء مستقبل الأجيال من أجل أن تكمل مسيرتها على أرضية صلبة دون تدخلات خارج عن نطاق الجيوسياسية .... الحديث يتبع



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد