فلسطين في الحملات الانتخابية‎

mainThumb

23-08-2016 11:04 PM

لا يوجد مسلم أو عربي في العالم لا يكون همه الأول والأخير فلسطين، وأنا شخصيا مع أن تكون فلسطين حية في وجدان كل عربي ومسلم بكل الطرق: الدينية والفكرية والأدبية والفنية، وكل شخص من فلسطين عليه أن يذكر بلدته ومدينته التي خرج منها أهله ويربطها باسمه، وأن تطلق أسماء مدن وقرى فلسطين على الشوارع والمرافق حتى نكرس أنها أرضنا واستردادها واجب ديني وحضاري على كل الأجيال، إن تعذر على جيل استردادها حمّل الأمانة للجيل اللاحق.

 

 في الحملات الانتخابية أرى أن الأمر على عكس ما قدمت، لأن الأمر فيه استغلال للأمة ولقضاياها ولجراحها، لمصلحة شخصية ضيقة!! فلسطين أكبر من شخص أو شخوص أو حزب يبحثون عن حطام الدنيا والشهرة والمال والجاه، وقضيتها أوسع من أن تستخدم في الدعايات الانتخابية ليقوم شخص بحصد أصوات الناس الغافلين، بحجة أنه سيعمل لفلسطين!! وهل يستطيع شخص بالتغريد خارج السرب في أي نظام من الأنظمة العربية؟!!

 

كل نائب يدخل مجلس نواب في أي بلد، يصطبغ بصبغته، ويتلون بلونه، ويخضع لنظامه، ولا يستطيع أن يخرج عن سكته، وإذا دخل المجلس فلا فرق بينه وبين من دخل المجلس على أساس عشائري أو كوتا أو أساس ديني أو أي اعتبار آخر شخصي كان أم جماعي، ويصبح مسمارا في دولاب الدولة التي دخل مظلتها، فاذا سار الدولاب لم تعُد تُرى أي تفاصيل مما كان يلهج بها المرشحون قبل الانتخابات..

 

ثم أن تجاربنا مع المجالس النيابية كثيرة، والمطبات التي وقع بها الشعب كثيرة، تجعل من الصعب قبول هذه الطروحات البائسة!! ألم يصوت أكثر النواب في المجلس السابق، مع قانون الاستثمار سيئ السمعة؟ ألم يصوت النواب جميعهم على رفع الأسعار على المواطن الأردني الذي هو خط التماس الأول مع فلسطين، فإذا ضعف وانشغل بلقمة العيش نسي قضاياه وأوجاع أخوانه، وبذلك تضعف فلسطين!

 

 ألم "يشرّب" بعض النواب الذين رفعوا شعار فلسطين على منسف السفير الأميركي، واحتضنوا السفيرة الأميركية، هل من أجل فلسطين فعلوا ذلك..

 

وأبلغ من ذلك للتدليل على أن من يدخل تحت سقف دولة معينة ويخضع لنظام حكمها يضيّع بوصلة فلسطين، وهو أن الفصائل الفلسطينة في سوريا عندما قرر النظام قتال شعبه لم تستطع أن تخرج من دائرة النظام، وقاتلت الشعب السوري وما زالت، مع أنها كانت تحضّر لتحرير فلسطين!!

 

لا تجعلوا فلسطين بروشورا  لترويج أنفسكم لتحصلوا على مكاسب شخصية، فقضايا الأمة ليست ملهاة للمغامرين الباحثين عن الأضواء والشهرة والمال.

 

وأيا كان الشعار الذي ترفعه، أكان فلسطين أو الدين أو الأندلس، أو استعادة صقلية، فأنت تخضع لدولة ولقوانينها وأظن أن هذا لن يجذب الانسان الواعي الذي يعرف ما يريد، وانكشفت له الدنيا كفلق الصبح، وأصبح يعي ما يدور حوله ويقرأ النوايا جيدا، وهذه النوعية يزخر بها مجتمعنا، فابحث عن طموحاتك بعيدا عن الأمة وقضاياها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد