في الوقت الذي تنافح فيه الدول المتقدمة لاصلاح منظومة التعليم لديها كي تواكب الثورة التكنولوجية ومتطلبات العصر نجد نحن في الاردن خللا واضحا في منظومتنا التعليمية بدءا من رياض الاطفال وانتهاء في المرحلة الجامعية هذا الخلل لم يات من فراغ او عبث ولم يات من جهة على حساب جهة اخرى انما تكالبت كل الجهات مجتمعة للحد من الابتكار والتطور والابداع والتقدم سواء على صعيد البيت او المجتمع او المدرسة ففي البيت تنشغل الامهات وخاصة العاملات منهن بهمومهن على صعيد العمل تاركات اطفالهن لخادمات المنازل اللواتي لايهمهن من امر الطفل سوى ان يبقى هادئا ريثما تعود امه من العمل وبطبيعة الحال تعود الام منهكة وليس لديها الوقت الكافي لمشاهدة اطفالها وكل ماهنالك ان تسال الخادمة هل اكل الطفل او شرب او بكى وبطبيعة الحال جواب الخادمة (كله تمام ماما) مع ان التمام بعيد كل البعد عن واقع الطفل الذي يحتاج بالدرجة الاولى الى حنان امه وحضن امه فكيف ياتي الحنان وطيلة ايام السنة تكون الام مغيبه او غائبة عن طفلها حتى اذا ماوصل الى مرحلة رياض الاطفال تتولاه مشرفات غير مختصات ولا مؤهلات اصلا لمثل هذا الامر فليس لدى المشرفة او المربية الاستعداد لتبديل حفاظة الطفل اذا ماسرب على نفسه فمسؤوليتها تنحصر في حجب حرية هذا الطفل داخل الجدران المغلقة حتى تاتي اسرته وتستلمه بعد انتهاء الدوام او ارساله في باص الروضة وتسليمه الى اهله علاوة على ذلك اغلب رياض الاطفال وخاصة في مدن الاطراف تنقصها جميع التقنيات ووسائل الترفيه التي تحفز الطفل ثم ينتقل الطفل الى المدارس الحكومية او الخاصة والتي يغلب على اجواء الكثير منها وبكل اسف الطريقه البوليسية في التعامل مع الطلبة في المراحل الاولى فالعصا مازالت موجوده والصوت العالي في التعامل مع التلاميذ ازدادت حدته والمناهج مترعة بالمواد التي يصعب على عقل الطالب ادراكها جرعة واحدة وحقيبة المدرسة التي يحملها التلميذ بكتفه تبشر بدسك مبكر للغالبية العظمى من طلبتنا .
اما في الصفوف العليا فتتنازع الطالب مؤثرات عده منها ماهو على الصعيد الاقتصادي للاسرة ومنها ماهو على صعيد المجتمع ومنها ماهو على صعيد المدرسة ايضا ,فالطالب البائس الذي يشاهد اقرانه من ابناء الطبقة الغنية يحصلوا على كل مايحتاجونه بسهولة ويسر يصاب بحالة من الاحباط مايجعله يمارس سلوكا تهكميا سواء مع اقرانه او مع المدرس او حتى في المنزل وهذا الامر يترتب عليه جنوح وهذا الجنوح يقود لعادات خطيرة وهدامة كالتدخين والتسرب من المدرسة والمخدرات وممارسة السلوك السيكوباتي الذي يقود الى الجريمة المنظمة من خلال اصدقاء السوء ويقود الى سهولة وقوع هذا الطالب بيد الجماعات الارهابية ويقود الى العنف والعنف المضاد .
ان الحلول تكمن في :
1- البيت والمجتمع والمدرسة فلماذا لايشكل مجلس من اولياء الامور ووزارة التربية ووزارة التعليم العالي وقادة المجتمعات المحلية للسيطرة على هذه الظواهر المقلقة وتشكيل هذا المجلس يجب ان يراعي الدقة بحيث يكون شاملا من كل محافظات المملكة وليس من عمان وحدها ويجب ان يكون من الجنسين آباء وامهات ممن لهم تجارب ناجحة في تربية واعداد الابناء
2- وزارة التربية والتعليم
على الوزارة ان تراعي العدالة والانصاف في كل مدارسها فعلى سبيل المثال لاالحصر ماهو متوفر لابن عمان غير متوفرلكثير من الوية واقضية ومدن الاطراف فالابنية في عمان تختلف عن الابنية في الاغوار او غيرها والملاعب والمختبرات تختلف والمقاصف تختلف والشعب التدريسية تختلف ففي الوقت الذي يصل فيه عدد الطلبة في الشعبة المدرسية الواحدة في عمان الى25 طالبا يكون في الاغوار او بعض مدارس الجنوب او السلط حوالي 45 طالبا على اقل تقدير ومعنى ذلك لاتتوفر العدالة للجميع وهذا الامر له ارهاصات نفسية واثر سلبي على نسبة التحصيل
3- الهئية التدريسية
ان الهيئة التدريسية في المدن والقرى والامكنة النائية تواجه متاعب ومصاعب اكثر من تلك التي في عمان وهذا يتطلب صرف حوافز وعلاوة صعوبة عمل لهولاء المدرسين الذين يعملون في ظروف قاهرة ويقاتلون وسط مناخات رديئة جدا
4- العلامات
نحن نعرف ان العلامة التي توضع للطالب هي المقياس الوحيد الذي يختبر قدرات الطالب في الاردن وان هذه العلامة تلعب دورا كبيرا في التاثير على طموحات الاغلبية فلماذا لايتم تخصيص 10 علامات في الثانوية للطلاب الذين يدرسون في مدارس المناطق النائية تعويضا لهم عن المعاناة التي يواجهونها هم واهاليهم طالما لايوجد مقياس اخر لقدرات الطالب سوى امتحان الثانوية
5- المنهاج الدراسي
مازالت وزارة التربية والتعليم في الاردن تجتر المناهج التدريسية التي تقوم على الكم وهذا عيب واضح في منظومة التعليم الذي من المفترض ان يتنوع ليواكب الحياة المعاصرة فنحن لم نلمس في غالبية مدارسنا قاعات للموسيقى ولم نلمس قاعات للتمثيل ولم نلمس قاعات لتعليم بعض انواع الرياضات مثل الجودو والتايكواندو ولم نجد ملاعب لتعليم التنس الارضي ولم نجد مسابقات دورية تجريها الوزارة للطلبة لاختبار قدراتهم على صعيد الشعر والادب ثم لماذا لاتكون المناهج عبارة عن دسكات توضع في الحواسيب وكل دسك مخصص لمادة وكل الذي يحتاجه الطالب جهاز حاسوب منقول يضعه امامه ويتابع المدرس من خلال كتابه الالكتروني الموجود امامه على الحاسوب
6- المواصلات
7- تقوم المدارس الخاصة بتامين المواصلات لطلبتها مقابل الاجر فلماذا لاتطبق هذه الخطوة في المدارس الحكومية من اجل شراء الوقت للطلاب والحد من مشكلة التسكع في الشوارع بعد انتهاء الدوام وايضا حماية الطلبة من العبارات النابية التي يسمعونها في حافلات الركوب العمومية من الكنترولية
8- المعالجة الطبية
نحن في الاردن نعاني من تخمة على صعيد الاطباء فلماذا لايلحق بكل مدرسة سواء ابتدايئة او ثانوية عيادة طبية لمعالجة الطلبة ومتابعة الحالات المرضية التي تستوجب المتابعة
9- الزي المدرسي الموحد
على الوزارة التي طبقت الزي الموحد للفتيات في المرحلة الابتدائية والثانوية ان تطبق هذا الزي على الطلاب في مدارس الذكور مع اضافة لوحة على صدر الطالب تحمل اسم المدرسة التي يدرس بها على ان تقوم التربية بتخصيص اماكن لبيع هذا الزي باسعار رمزية
10- تقصير اليوم الدراسي
جرس المرسة يقرع في الثامنة الا ربعا وتبدا الحصة في الساعة الثامنة فلماذا لايقرع جرس المدرسة في السابعة والربع وتبدا الحصة في السابعة والنصف وتقليل زمن الحصص اليومية ل35دقيقة وترك 5 دقائق بين الحصة والحصة هذا يقود الى نشاط مبكر لدى الطلبة ويقصر نهار الدراسة الطويل كي يعودوا للمنازل مبكرا ويتمكنوا من انهاء واجباتهم المدرسية بكل يسر
هذه بعض المفاصل التي نامل ان تطبق بدلا من تطبيق سياسة خنق الطلبة في فصول لاتليق بالبشر فالطالب الجالس في فصل به 45 طالبا كيف سيستوعب وكيف سيتلقى المعلومة وكيف سيشارك ..حتما سير العملية التعليمية بهذه الطريقه تنم عن افق ضيق لايفضي للنتائج المرجوه ولا ينم عن تطور حضاري.