يحتفل المسلمون في الأول من شهر محرم كل سنة ببداية عام هجري جديد ، حيث هاجر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وصحبة الكرام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وأقام الدولة الإسلامية فيها ، فكانت الهجرة ميلاد دولة وميلاد أمة .
أيها السادة :أقام رسول الله r دولة إسلامية قوامها العدل والحرية والمساواة ، واتسعت هذه الدولة حتى شملت معظم المعمورة تنشر هذه القيم النبيلة ، فَسُدنا كمسلمين وأصبحنا قادة العالم .
وأقسم أيها السادة أن رسول الله r لو كان بيننا اليوم أنه لن يشهد جنازة بيريز – كما تشدق أحد الخاسرين – بل أنه سيُكبر علينا نحن أربع تكبيرات ويصلي علينا صلاة الجنازة .
لقد فرطنا بالقيم النبيلة التي نشأت عليها ونادت بها دولة الإسلام التي أقامها محمد r؟ أين الحرية والعدل والمساواة ؟ بل أين كرامتنا ؟ وأين حقوقنا ؟ .
في بلادنا يُقتل المسلمون بسلاح حكامهم : الذين قصفون شعوبهم بالبراميل المتفجرة والقنابل الحارقة ، وعندما لم تكف أسلحتهم الفتاكة استعانوا بدول أجنبية متمرسة في القتل والإجرام ، فأخذت طائراتهم وعصاباتهم الإجرامية تبيد الأخضر واليابس ، فقتل الآلاف وشرد الملايين ودمرت حلب الشهباء ... والويل لمن ينادي بالحرية والإصلاح فمثال سوريا ومصر وغيرها قريب .
في بلادنا صدعوا رؤوسنا بالديمقراطية التي اخترعوها بديلاً عن الحرية والشورى – وقبلنا بالمنحوس – لكنهم أرادوها ديمقراطية على هواهم تحقق مصالحهم ، وعندما لا تعجبهم يرتدون عنها ويتبرءون منها .
يا رسول الله : في بلادنا غُيرت المناهج وحذفت منها الآيات القرآنية التي أوحيت إليك والأحاديث التي قلتها ، وحذفت الدروس التي تمجد أبطال الأمة ، ووضعت بدلاً منها دروس عن السياحة وآداب مشاهدة السيرك الروسي .
يا رسول الله : لقد استصغرنا أنفسنا فأصبحنا نعزي أعدائنا بوفاة قادتهم الذين اغتصبوا قدسنا وقتلونا وارتكبوا المجازر بحقنا فشكلنا الوفود لزيارتهم وتقديم واجب العزاء لهم ، وذرفنا الدموع على موتاهم ، ونعيناهم في الصحف - والحمد لله أننا لم نقل عنهم شهداء لغاية الآن - .
يا رسول الله : ماذا أقول وأقول هل أتكلم عن شراء الغاز اليهودي المسروق لننير به بيوتنا ، أم عن الصناعات اليهودية المنتشرة في بلادنا ، أم عن تبيعتنا للغرب والشرق وتنفيذ مخططاتهم ولو على حساب إخوتنا وشعوبنا ، فعذراً منك يا سيدي يا رسول الله ، فلا أستطيع أن أرفع رأسي أمامك .... ، ولتسامحنا على ما فرطنا ، فكلنا مقصرون نادمون ،واشفع لنا عند الواحد الديان .
أيها السادة : أيها المتنفذون : فلتكن ذكرى الهجرة بداية حياة جديدة لأمتنا ، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .