مطاردة الوهم

mainThumb

21-06-2017 12:14 AM

   دخلت برفقة زميلتيها لإحدى المطاعم ، وبعد الإنتهاء من وجبة الإفطار ،  أخرجت نقودها ودفعت حسابها وحساب زميلتها ، وهي تحلف أغلظ الأيمان أن تدفع ... !
  عند الظهيرة تناولت وجبة الغداء وكان الحساب : أربعة دنانير ...  فناولت ( القرصون ) خمسة دنانير  ، وقالت : الباقي عشانك ... 
 
 إنتهى دوامها الجامعي  ...  وركبت سيارة ( التاكسي ) إلى مجمع الباصات .. فطلب منها السائق : دينارا ونصف الدينار ... ناولته : دينارين  ، وقالت له : الياقي عشانك ... 
         
 الفتاة الثرية و السخية ؛ الفتاة البرجوازية والغنية ... الفتاة الأبهة ... الفتاة القادمة من أرقى الطبقات المجتمعية ... هذه هي الصورة التي تخيلتها وتصنعتها هذه الفتاة الريفية الحالمة  ... !!! 
 
ولكن واقعها الحياتي والبيتي كان مختلف تماما” ؛ فوالدتها تخيط الملابس لأبناء البلدة مقابل أجر قد يساهم في تأمين مصاريف الأسرة ... ووالدها كان دائم الرسم للمخططات الكفيلة ببعث الروح
في راتبه المتواضع لكي لا يضطر للاستلاف أو للإستدانة ... ولكن مخططاته كلها بائت بالفشل ، ولجأ للاستدانة وللإستلاف في أحيان„ كثيرة„ ... !!!
    
 عائلات كثيرة قادها بعض أفرادها الحالمون والواهمون إلى التهلكة  ... إنهم يمدون أرجلهم أبعد بأميال من فرشاتهم القصيرة  ... إنهم يسبحون في المحيطات وسباحتهم في البرك الصغيرة مضطربة ...  !!! حين ترى زوجات وأبناء يندفعون وبلا وعي للتقليد والمشابهة ، حين تراهم يلاحقون الصرعات الموضات دون أدنى إلتفات لدخول آبائهم المتواضعة ، ودون إكتراث للوالد المسكين والذي بجتهد وبأقصى طاقاته لتأمين حاجات الأسرة ... !!!
 
  زوجات وأبناء ارتدوا الثياب الغالية الثمينة .. وحملوا الوالد ديونا” تراكمية جديدة ...  ليجددوا المويلات وليركبوا السيارات ... ، وتركوا والدهم في شقاء ومعاناة وحيرة ... تركوه ليتصيد ملابسه من أسواق البالة  ... تركوه ليعيش مناسباته وأعياده ببدلة عرسه القديمة  ... !!!
             
  عائلات كثيرة أهلكها التقليد الأعمى ... وأفقرها التصنع والمظاهر الكذابة والخادعة  ... عائلات كثيرة خرق قواربها الحالمون والواهمون  ... !!!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد