مواسم الهجرة

mainThumb

23-06-2020 06:09 AM

لا ندري قد نستغرق العمر بأكمله ولا نستطيع الشفاء، فبعض المواسم هي لنا ركيزةَ عمرٍ عشناه وسنعيشه وعندما يُطلب منا الهجرة لغير إتجاه، يصبح الأمر كالإنتحار، نصبح وكأننا فريسة المواسم، فريسة التغيرات التي علينا تحملها.

عندما نصبحُ رهائن المواسم والتغيرات التي اخترناها ليس علينا أن نهاجر بل علينا المحاولة بمحصولٍ آخر أو ربما الإنتظار لحين نزول المطر...

تعبت أرواحنا من الهجرة كل موسم، نريد الاستقرار بأرضنا التي اخترناها علّها تسدل وشاح الحب والأمان علينا وتهدينا ثمار الانتظار.

لم يعد للهجرة مواسم، لم تعد الأوطانُ أوطاناً ولم يعد الناس كما عهدناهم، حتى أن الشمال لم يعد يغريني، حتى أن العشق كسر قواعده الأربعون، والقدر ذُهل من كم الجراح التي يسببها لنا بين الفينة والأخرى.

أما النوم فله حكاية مختلفة، فبات ساخراً منا، بات يستهزأ من السهاد الذي يطول ويطول ليرهق أجسادنا ويرهق أرواحنا وعقولنا.

لم يعد هناك موسم للهجرة أيها الطيب الصالح تلك المواسم هي مواسم للذة فقط لا ندري أمُتعتها في لحظتها أكبر أم أن ألمها بعد الغياب أكبر.

تلك المواسم التي ما نفتأ مدمن عليها حتى نحتاج بعدها للعلاج وكم من الوقت نحتاج.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد