أبي ذاك النجم

mainThumb

09-09-2020 09:47 PM

إن السبب الذي يجعل البنات يعشقن أباهن أكثر من أي شيء آخر. هو أن هناك على الأقل رجل واحد في العالم لن يؤذينهن أبداً.الأب كالشجرة في العطاء فهو يمنح بلا مقابل وكالنهر في الحب والحنان دائم الحب، والأب كطائر في عمله يغدو صباحاً ليحلب قوته وهو صمام الأمان للأسرة فهو يحميهن وهو من يضفي الدفء والخلود اللامنتاهي في جوف الفتاة. بعض الرجال له من القوة والجبروت ما يخشاه الغير ولكنه يمسي كقطعة سكر يذوب حناناً ليغرق ابنته هناك رابط ملائكي غريب بين علاقة الأب وابنته حيث انها لا تشعر بالأمان إلا بوجوده حتى وان كان بعيداً بالمسافة فهي تعتقد أن رعاية السماء متعلقة بوجوده على وجه الأرض حيثما حل.


لعل السبب كما أسلفت انها تعتقد أنه الرجل الوحيد غير القادر على أذيتها وأنه الحاجز الذي يمنع الأذى عنها بيد أن الأب في قساوته حنان وفي أنفاسه رائحة العطاء وفي انحناءة ظهره استقامة الروح وفي خشونة يديه نعومة الحياة.


غريب ذاك الرابط الذي يولد مع الفتاة منذ نعومة اظفارها لا بد أن العناية الإلهية من أوجد ذاك الرابط ومن أوجد محبة الفتاة في قلب أبيها حتى قبل ولادتها.الأب أروع الهدايا من الله فمن كان له أب على قيد الحياة فليقبل يديه ولا يمل من استنشاقهما، فطالما تعبت هاتان اليدان وتلطخت بكل أطياف الحياة من أجل أن تؤمّن السعادة، وليلزم قدميه التي تفطرت وتشققت لوقوفه مدة طويلة دون راحة من أجل كسب لقمة العيش التي تستقيم بها الأجسام، فمن كان له أب على قيد الحياة فليحسن صحبته ويطلب منه الرضا وضعه تاجاً على رأسه ومن كان ميتاً فليحسن إليه بكل صنوف البر بعد الموت ولا يتذكره في المناسبات فقط بل في كل وقت يجب ألا ينساه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد