ماذا تعني المصالحة الخليجية أردنياً وعربياً؟

mainThumb

07-12-2020 01:23 PM

إنهاء أي خلاف عربي عربي مطلب شعبي قبل أن يكون رسميا، والرسميون بطبيعة الحال يعملون لحساب الشعوب ورفعتها وازدهارها كقاعدة عامة في مختلف دول العالم التي تقوم على أسس الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
 
الأزمة التي وقعت في الخليج العربي منتصف عام 2017 وأدت الى قيام السعودية والبحرين والإمارات ومصر الى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق مجالها الجوي أمام الطيران القطري، طال حلها وألحقت ضرراً كبيراً بشعوب الدول الخليجية، والذي يعتبر فعلياً شعباً واحداً مرتبطا بعلاقات القربى والمصاهرة والعشائر الممتدة، والعلاقات الاقتصادية الثنائية.
 
حل الأزمة الخليجية، مطلب شعبي خليجي وعربي، ورسمي عربي، يعود بالفائدة على المنطقة ويعزز التضامن العربي، ومن هذا المنطلق جاء الدعم الأردني لهذه الجهود.فالترحيب الأردني يستند إلى عدة محاور رئيسية أبرزها:
 
- ضرورة الوصول إلى إتفاق نهائي لحل الأزمة يحقق التضامن العربي لمواجهة التحديات التي يعيشها العالم العربي من حروب داخلية أدت الى تدهور كبير في مختلف القطاعات وحولت بعض دوله الى دول فاشلة، أصبحت ساحة لصراعات إقليمية دموية، الأمر الذي يتطلب استثمار كل جهد قد يؤدي الى طي الخلافات العربية ووأد أي أزمة قد تندلع وصولاً الى تضامن عربي فعّال وقوي.
 
- تعزيز الاستقرار في منطقة الخليج العربي، وهذا نابع من موقف الأردن العروبي الثابت منذ الأزل ولن يتغير مهما تغيرت الظروف والأحوال، لما فيه خير الأمة وبما ينعكس ايجاباً على إخواننا وأهلنا في الخليج العربي، ويقوي من جبهتهم الداخلية لمواجهة التدخلات الخارجية بكل قوة، وينعكس إيجاباً على التضامن العربي.
 
- تحقيق مصالح الشعب العربي في دول الخليج وتحقيق النمو والازدهار، وهذا أيضاً نابع من مواقف الأردن الثابتة في انتمائه لأمته العربية، والمستمدة من إدراك ان استقرار الحياة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية يحقق المصلحة والازدهار للشعوب العربية في نواحي الحياة كافة.
 
ولكن ما هي المصلحة الأردنية من المصالحة الخليجية؟
 
بالإضافة الى ما أسلفنا من الأسس التي يستند إليها الموقف الأردني في دعم المصالحة، فإن هناك فوائد كبيرة تتحقق من طي صفحة الخلافات من بينها:
 
- التخلص من حرج الاصطفافات، والتعامل مع دول الخليج كافة بنفس المستوى الذي يستند إلى عمق العلاقات الثنائية تحقيقاً للمصالح الأردنية.
 
- إن تعزيز التضامن العربي مجدداً يخدم القضية الفلسطينية التي يعتبرها الأردن جوهر الصراع العربي مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، ويعيدها للصدارة.
 
- إنهاء الخلافات في الخليج العربي، يزيل هماً كبيراً عانى منه مئات آلاف العاملين من الأردنيين هناك، ويحقق لهم و لعائلاتهم مزيداً من الاستقرار.
 
وتبقى المصالحة، بغض النظر عن الأهداف الأميركية التي تسعى الى تضييق الخناق على إيران، أولوية عربية وأردنية تحظى بالدعم والترحيب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد