تحديث المنظومة المعيشية للمواطن .. ووعود الحكومات

mainThumb

13-06-2022 01:24 AM

نمرُ منذ سنوات بمخاض إصلاحي عسير بين مد وجزر، على جميع الصعد وكافة القطاعات، سواء اصلاح سياسي أو إداري أو اقتصادي أو تشريعي، الأمر الذي سيتمخض عنه اصلاحاً حقيقياً ينقل الدولة من درجة الى درجات متقدمة وفق ما نسمع ونقرأ .
 
يصاحب عمليات الاصلاح، التي تقوم بها الدولة حوارات تثري العملية تتضمن التوجيه والارشاد من محتلف التيارات الفكرية والسياسية سواء كانت ناقدة أو مؤيدة او مُصلحة، فالاصلاح في نهاية الأمر لن يحظى باجماع الناس كافة، فسيبقى هناك من يعارضه أو ينتقده، فهي سُنة الحياة وهذا " شيء صحي وطبيعي".
 
علينا النظر الى نصف الكأس الممتلئة، فقد حققت بلادنا خلال العشر السنوات الماضية إصلاحات كثيرة بمختلف القطاعات، سواء على الصعيد التشريعي أو السياسي أو الاقتصادي، وهناك من سمى هذه الاصلاحات بالتغييرات، كونها لم تصلح وانما غيرت الحال الى حال قد يكون أكثر تعقيداً، ولكنها تبقى وجهة نظر يجب الاستماع اليها واحترامها من مبدأ قبول جميع الأراء .
 
تحدث الساسة والناس كثيراً عن الاصلاح بمختلف ألوانه، إلا أن الاصلاح المعيشي للمواطن بقى حبيس الأدراج أو الاقفاص، فما زال المواطن الاردني ينتظر الفرج من رب العباد، لتحقيق أحلامه التي طال انتظارها، فالمواطن يعيش وهو ينتظر المستقبل الذي يرسمه بألوان وردية، ويتفاءل ويضع ثقته بما يسمع من أخبار طيبة حول الأيام المشرقة التي تنتظره، كما قال رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة .
 
كما سعد الشعب الاردني عندما سمع رئيس الوزراء الأسبق د. هاني الملقي وهو يبشره بأنه – أي الشعب – سيخرج من عنق الزجاجة في عام 2019 ، ولكن ذهب الملقي وبقي الشعب في قاع الزجاجه.
 
كما تلقى الشعب الاردني الوعود الوردية من رئيس الوزراء السابق د. عمر الرزاز بأن " كل مر سيمر " ، وهو شعار رفعه الرزاز عنواناً لحكومته وان استمده من لوحة فنية أهداها له احد الرسامين، ولكن في الاخر ذهب الرزاز وبقي الشعب الأردني يتجرع المرار ..!.
 
وفي زمن الحكومات السابقة، تلقى الشعب الاردني الوعود تلو الوعود باقامة المشاريع بعشرات المليارات، ذهبت الحكومات وتبخرت الوعود .
 
اليوم، تستمر مسيرة الاصلاح، وتستمر الوعود التي يصرفها المسؤولون للشعب الاردني المجاهد والصابر على ضنك العيش ومواجهة شبح الفقر الذي بدا يأكل الأخضر واليابس ويمزق جيوبهم نتيجة الارتفاع الفاحش في الأسعار مع توقف أو تجميد دخولهم منذ سنوات كثيرة .. !.
 
المواطن الاردني، لم يعد مكترثاً كثيراً بالاصلاحات السياسية أو التشريعية أو الادارية، فالمواطن الاردني اليوم يتطلع الى من يخيط جيبه الممزقة، ويصلح حاله وأحواله المعيشية ليقدر على سداد فاتورة التزاماته الشهرية الصحية منها والتعليمية والغذائية والكثير الكثير .. .
 
المواطن الاردني يتطلع الى اصلاح حاله المعيشي، فهو عماد التنمية وهو الوطن وهو رأس المال، فلا نستطيع ان نمضي بالاصلاح ورقعة الفقر في اتساع، ونتساءل أخيراً هل يثق الشعب الاردني بحكومة تتوعده بزيادة أسعار المحروقات 4 مرات مقبلة ؟... الجواب لديكم ..!!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد