الحوار البنّاء يبني الأوطان

mainThumb

08-12-2022 08:23 AM

عندما كنا أطفالاً، نذهب الى المدرسة لنستمع الى محاور واحد وهو «المعلم» الذي يتمتع بقدر من «المعرفة»، التي كنا نفتقر إليها في ذلك الوقت، نتلقاها منه بطريقة مُبسطة تتوقف على مهارته في إيصال المعرفة لنا.

فمن المعلمين، من استطاع أن يحفر اسمه في ذاكرة الأجيال، الذين يكنون له كل الاحترام والتقدير، وبعض المعلمين، فشلوا في تحقيق هذه الميزة، وكانوا يفتقرون الى المعرفة في توصيل المعلومة واحترام عقل الطلبة الصغار، الذين كبروا و استطاعوا أن يميزوا لاحقاً أن المعلم (س) كان بارعاً ويستحق الاحترام، بينما المعلم (ص) فاشل في عمله ولا يستحق أن يرعى قطيعا من الماشية..!. الإفصاح عن المعلومة، أو إرادة توصيل الفكرة للجمهور المستهدف يحتاج الى مهارة في الحوار، يتوقف على ضرورة احترام عقل الآخر، وعدم اختزال المعرفة بشخص واحد، فالهدف المطلوب يمكن تحقيقه برضا جميع الاطراف، حيث نستطيع ان نبث الأفكار و يتقبلها الآخرون وفق الأسلوب الذي طرحت به، حتى وإن كانت الأفكار تحمل معلومات صعبة على المتلقي.

نقاشات مجلس النواب، كلما ارتفع سقفها، شعر «المتلقي»، أن هناك جدية في مؤسسات الدولة لتحمل هم الوطن والمواطن ومحاولة البحث عن حلول جدية لمشاكله ومطالبه.

فقد كانت النقاشات الاخيرة في مجلس النواب ثرية، عبرت عن هموم المواطن ومطالبه الى حد ما، علماً أن الحكومة وغيرها من الحكومات، تحمل على عاتقها أيضا مسؤولية كبيرة في السعي الى تحقيق حياة فضلى للمواطن، كقاعدة عامة، وفي حال تقصيرها تتعرض للمساءلة البرلمانية.

نشعر بنوع من الحرية والديمقراطية، عندما نشاهد أن لدينا برلماناً قوياً يدافع عن المواطن، كما نشعر بفخر أعظم عندما نرى أن لدينا حكومة تقاتل من أجل رفع مستوى معيشة المواطن، و تستقطب الاستثمارات للبلاد لتحقيق الرخاء الاقتصادي.

لغة الحوار المبنية على المسؤولية واحترام الدستور والقانون، مهمة جداً في رفعة الوطن والرقي فيه، وهذا بالتالي يحتاج الى صحافة مهنية حرة ومسؤولة.

صحافة تستطيع أن تكون حلقة الوصل بين المواطن مؤسسات الدولة المختلفة في نقلها بكل حيادية بكل ما يحدث في البلاد سواء كانت ايجابية او تؤشر الى الخلل لتصويبه واصلاحه، تحت مظلة القانون. لدينا نصوص دستورية وتشريعات كفلت حرية الرأي والتعبير، ووقعنا على معاهدات واعلانات عالمية كثيرة تصون هذا الحق الانساني، علينا جميعاً المحافظة على ما لدينا وأن نوظفه في خدمة الوطن، ونبعد «المعلم» الفاشل الذي لا يستطيع أن يوصل المعلومة والفكرة الى الجمهور.

حفظ الله الاردن وقيادته الهاشمية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد