ذات ليلة

mainThumb

18-01-2023 12:42 AM

سجا الليل ، وبهدوء تام أخذت الغيوم السوداء تملأ صفحة السماء ، وانسحب القمر ودارته وتوارى خلف عيون الليل التي خبت منذ فترة وجيزة .. وصمتت كلّ الكائنات إلاّ من ساهر شفّه الوجد يترقّب هاتفا يحمل صوتا أنثويّا رقيقا محمّلا بالعتاب والدفء وبكلّ ما تحمل قواميس العشق من عواطف ..
وأسرح مع هذا الجوّ المشحون بالخفّة الذي ينقلني إلى واجب أهملته ولم يكن يستحقّ مني ذلك ، ولكنّها الظروف التي تجبر الإنسان على التخلي عن أنبل المشاعر وأصدقها ..
ولكنّ الليل له رأي آخر ، وهذه الغيوم لها رأي آخر ، وغياب القمر له رأي آخر ، وعيون الليل التي خبت لها رأي آخر ، واشتداد الظلمة والعتمة لهما رأي آخر كما لو كانت السماء تحاصرك بجيوشها فتزداد انكماشا وتفاجأ بثقتك التي كنت منذ قليل تتشدّق بها تتخلّى عنك شيئا فشيئا وإذا بك تعود إلى الله سبحانه وتعالى وتطلب منه على استحياء بأن يعيد لك ثقتك بنفسك وأن يفرّج كربتك وأن لا يحاصرك الليل بطوله وعرضه ، وأن ينجلي الليل عن صباح مشرق ..ولكن لم هذا كلّه ؟ فهي ليلة شتوية طويلة وستمرّ مرّ من سبقها من ليال وسيبزغ القمر في الليالي الآتية بإذنه سبحانه وستبدّد الغيوم الداكنة السوداء حيث تنهمر مطرا يروي البساتين والصحارى وكل ظاميء والله رحيم بعباده وبالساهرين المنتظرين لحظة فرج ومفردة حبّ وأمل ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد