الموقف الأردني لم يتغير من القضية الفلسطينية

mainThumb

31-01-2023 12:37 AM

الموقف الأردني من القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير، بتغير الظروف والاحوال، في دعم الشعب الفلسطيني على أرضه وتأسيس دولته وعاصمتها القدس الشريف، وصيانة الوصاية الهاشمية في دعم المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وعودة اللاجئين إلى وطنهم فلسطين العزيزة.

وحذر الاردن مرار وتكرارا من الاستفزازات الاسرائيلية التي تقوم بها الحكومة المتطرفة، في المدن الفلسطينية، خاصة في المسجد الأقصى المبارك والاقتحامات التي يقوم بها المتطرف وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير الى باحات الاقصى، والذي اعتبره كثير من الساسة الاسرائيليين سبباً رئيسياً في عملية القدس وحملوه مسؤوليتها.

جلالة الملك خلال لقائه بنيامين نتنياهو في عمان قبل أيام، أكد ضرورة وقف أية إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام واحترام الوضعين التاريخي والقانوني القائمين في المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف)، وعدم المساس بهما.

لكن، حكومة التطرف لم تلتزم، وكان الجواب في اليوم التالي بمجزرة في مخيم جنين ضد الشعب الفلسطيني لتأتي في اليوم الذي تلاه عملية القدس، فالعنف لا يولد الا العنف، ولكل فعل ردة فعل، فلا خيار أمام الحكومة الاسرائيلية الا المسار السياسي وصولا للسلام ان هم ارادوا ذلك، ولكن الواقع ان إسرائيل تتعامل مع الشعب الفلسطيني بمنطق القوة والغطرسة، التي ازدادت في الأشهر الاخيرة.

المتابع للأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمتفاعل مع أهلنا هناك، يلاحظ أن الأمور اتخذت مجرى خطيرا منذ الخمسة شهور الاخيرة، اذ لم يعد لدى العسكري الاسرائيلي سعة صدر للتعامل مع الصدامات مع الفلسطينيين على الحواجز وفي الشوارع الا بالرصاص والقتل، فكل من يشتبك مع جندي اسرائيلي جسديا او لفظيا يطلق عليه النار، فإسرائيل اليوم تستبيح الدم الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى.

الاردن، متابع لهذه التطورات ويعي مدى خطورتها، على جميع الاطراف، ويحذر من انفجار الاوضاع الداخلية في فلسطين المحتلة، وصولا الى انتفاضة ثالثة، فما تفعله حكومة اليمين المتطرف يدلل على ان الاراضي الفلسطينية مقبلة على اعتداءات اسرائيلية تستهدف الانسان والارض وكل شيء فلسطيني.

اسرائيل اليوم، تواجه ازمة داخلية، وردة فعل غاضبة على سياسات حكومة نتنياهو في التعامل مع الحريات العامة، خاصة التغول على ملف القضاء، وتوسيع صلاحيات السياسيين، إذا شهدت شوارع تل أبيب مظاهرات غير مسبوقة منذ عشر سنوات، وهو ما يشير إلى أن الحكومة هشة تواجه معارضة داخلية شديدة قد يؤدي الى انهيار ائتلافها بأي لحظة.

ولكن، في نهاية الأمر وفي ظل تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وصمت بعض دول العالم العربي أو انشغالها بمشاكلها الداخلية، ليس أمام الفلسطينيين سوى خيار المقاومة للدفاع عن أنفسهم من اعتداءات هذا الكيان الغاصب لارضهم، والذي لا يفهم لغة الحوار ولا السلام إلا القوة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد