مكرمة الجسيم .. وتهرب جامعات من المسؤولية الوطنية

mainThumb

06-04-2023 01:41 AM

جاءت مكرمة الجسيم، وفق استراتيجية وطنية بعيدة المدى، هدفها رفد الوطن بالكوادر البشرية المؤهلة من أبناء القوات المسلحة الذين أفنوا عمرهم في خدمة الوطن، وقدموا التضحيات التي لا تقدر بثمن، عرفاناً وتقديراً من القيادة الهاشمية لهذه الفئة التي دافعت عن حياض الوطن بالمهج والأرواح.

وقد نصت المادة (22 ط) من قانون التقاعد العسكري لعام 1959 وتعديلاته: يتمتع أبناء الشهداء والمتوفين والمصابين من منتسبي القوات المسلحة بعاهات جسيمة تمنعهم من إعالة أنفسهم أثناء قيامهم بواجباتهم العسكرية أو بسببها، بالمجانية الكاملة في جميع مراحل التعليم بمدارس ومعاهد وزارة التربية والتعليم أو الجامعات أو الكليات أو بالمدارس العسكرية الأردنية بجميع درجاتها العلمية على أن لا يتجاوز عمر المستفيد الثلاثين عاماً وذلك إذا استوفوا شروط التسجيل بتلك المدارس والمعاهد والكليات والجامعات.

ولكن، هل حققت المكرمة الملكية الهدف المرجو منها..؟.

نقدر عالياً الفكرة النبيلة والتي بنيت على بعد نظر للقيادة في إقرار هذه المكرمة، والتي تنبع من الحرص الوطني، في فتح جسور تطوير الذات لأبناء هذه الشريحة الواسعة والمهمة في المجتمع الأردني، في ظل التنافس الشديد ومتطلبات الحياة المتسارعة في النمو والارتفاع.

إلا أننا ما نراه من تشوه في تعليمات تطبيق مكرمة الجسيم، وتهرب بعض الجامعات منها، شكل عائقاً كبيراً أمام أبناء القوات المسلحة من متابعة دراستهم في الجامعات كافة، وحمّل جامعات بعينها أعباء مالية كبيرة.

فمثلا، جامعة اليرموك – لأسباب ديموغرافية – تتحمل حصة الأسد من مكرمة الجسيم، الأمر الذي زاد من الأعباء المالية عليها ورفع نسبة المديونية، وبالتالي انعكس سلباً على البنية التحتية للجامعة وعلى عائدات الموازي، مما تسبب في اشكالات عمالية بين الادارة والعاملين فيها، تمخضت مطلع العام الحالي عن احتجاجات غير مسبوقة لأعضاء الهيئة التدريسية والإداريين فيها، نتيجة تشوه تعليمات تطبيق مكرمة الجسيم.

كما أن غياب قطاع واسع من مؤسساتنا التعليمية عن هذه المكرمة وهي الجامعات الخاصة التي ما زالت صامتة الى هذه اللحظة–وهي غير معفية ويحق للطلبة الدراسة فيها وفق هذه المكرمة – عمق من أزمة تطبيق المكرمة، وتركها فقط للجامعات الحكومية..!.

المطلوب اليوم، التوسع في هذا البرنامج الذي يحقق العدالة الاجتماعية، ولكن ليس بهذه الصورة التي أضرت ببعض الجامعات، بل من خلال تعديل تعليمات المكرمة وتعليمات دعم الجامعات السنوي، من خلال أخذ هذه المكرمة بعين الاعتبار ودعم الجامعات التي تتحمل العبء الأكبر من هذه المكرمة، والوقوف معها.

كما يجب على الجامعات الخاصة أن تبادر هي الأخرى بقبول عدد من طلبة مكرمة الجسيم، مساهمة منها في هذا الجهد الوطني، فليس من المعقول أن تقف عشرات المؤسسات التعليمية خارج الوطن، وعليها أن تعلن عن ذلك، بكل شفافية ووضوح.

كما يجب على مؤسسات الدولة أن تفي بالتزاماتها المالية للجامعات الرسمية، ولا تتركها تواجه مشاكلها المالية وحيدة وتتحمل تنفيذ مكرمة الجسيم منفردة.

مكرمة الجسيم، مكرمة ملكية نبيلة، ويجب أن تطبق بجهود صادقة بعيداً عن التهرب أو التشوه في تعليمات التنفيذ.. نعم لاستمرارها والتوسع فيها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد