المخدرات .. تتحول لمشكلة إقليمية

mainThumb

10-05-2023 12:34 AM

موضوع تهريب المخدرات وانتشارها في الأردن، قديم جديد، إلا أنها خطر مستمر، و آفة تنخر في المجتمع وتترك أثاراً خطيرة عليه، وتدمر جيلاً بأكمله، وتفسد الحاضر والمستقبل، فكان لا بد من التحرك على الصعد كافة.

استغل تجار المخدرات غياب سيطرة الدولة السورية عن أجزاء من أراضيها جراء انشغالها في الحرب الأهلية، ومقارعة التنظيمات المتطرفة، واتخذوا من تلك الأراضي بؤراً لإنشاء المعامل والمصانع لإنتاج الحبوب المخدرة وغيرها من المواد شديدة الخطورة، لتصديرها الى الأردن ودول الجوار.

ازدهرت هذه التجارة غير المشروعة، التي باتت تدر ملايين الدولارات، فيما لم تتورع بعض التنظيمات عن التورط في هذه العمليات والاستفادة من هذه التجارة لدعم عملياتها في الأراضي السورية.

إذن، عوائد كبيرة يستفيد منها زعماء عصابات كبيرة، وتنظيمات ارهابية تنشر الموت والرعب بين الناس، وأمام هذه المعادلة البائسة ماذا على الأردن أن يفعل لحماية البلاد والمجتمع من هذه الآفة الخطيرة..؟!!.

فتح الاردن، قنوات مباشرة مع الاخوة السوريين، وتم الاتفاق على تشكيل فريق سياسي أمني مشترك لمواجهة هذا الخطر، والانتهاء منه بشكل كامل، وفق تصريحات لنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.

الصفدي قال أيضاً، في تصريحات صحفية قبل أيام أن الأردن من «الممكن ان يقوم بعمل عسكري في العمق السوري للقضاء على تجار المخدرات وتجفيف مصادرها»، هذه التصريحات لم تأت من فراغ أو لغايات اعلامية، وانما بنيت على ما يعانيه الأردن ودول الخليج والعراق من مخاطر هذه الآفة، و تضمن البيان الختامي الصادر الأسبوع الماضي، عقب اجتماع وزراء خارجية عرب في عمّان موافقة سوريا على العمل مع الأردن والعراق الشهر المقبل للمساعدة في تحديد مصادر إنتاج المخدرات وتهريبها عبر حدودها.

المخدرات، تحولت في ظل غياب الأمن والاستقرار في سوريا، الى مشكلة إقليمية، تحتاج الى تضافر جهود دول المنطقة، والتعاون أمنياً وعسكرياً للقضاء عليها، واعتقال تجارها ومعاقبة كل من يمنحهم الغطاء والتمويل والتسهيلات.

وبالاضافة الى المجهود الأمني والعسكري، يجب أن يوازيه جهد مجتمعي من خلال تكثيف التوعية خاصة للأجيال المقبلة من مخاطر هذه الآفة على صحة الإنسان والعقل وحرمتها الدينية.

كما يجب تشجيع، المكافحة المجتمعية لهذه الآفة من خلال منح كل مبلّغ عن أي بؤرة مخدرات الحماية اللازمة، والحوافز التشجيعية، والتسهيلات التي تعود على الأفراد بالفائدة المرجوة من هذا العمل.

وأيضاً، يجب التعامل بحزم مع كل متساهل أو متخاذل ممن تكون مهمته حفظ الأمن والنظام، مع هؤلاء الشرذمة من مروجي هذه الآفة الخطيرة، اذ كثير ما نسمع أن س أو ص يبيع ويروج للمخدرات ولا أحد قادرا عليه!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد