قمّة العلمين

mainThumb

15-08-2023 12:36 AM

تأتي قمّة العلمين الثلاثيّة، التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيسين المصريّ عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس في ظرفٍ بالغ الأهميّة في مسار القضية الفلسطينية؛ في ظل حكومة إسرائيلية تعد أكثر تشددًا وتطرّفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، وما يشنه من اعتداءات مستمرة تستهدف الإنسان والأرض.

الأراضي الفلسطينية المحتلة، تعيش منذ فترة ازديادًا في حالات الاعتداءات والاقتحامات التي تمارسها قوات الاحتلال، والتي باتت تستهدف حياة الانسان الفلسطينيّ على أبسط الأسباب؛ فمجرد الشكّ، يكفي لإنهاء حياته بدم بارد.

حياة الشعب الفلسطينيّ في ظلّ الاحتلال الوحشيّ المستمر، والاعتداءات المتكررة، تحتاجُ إلى ضرورة تضافر جهود الإقليم والمجتمع الدولي لإنهاء المأساة المستمرّة منذُ أكثر من خمسةٍ وسعبينَ عامًا.

القمة الثلاثية، أكدت في بيانها الختامي على نقاط جوهرية، اعْتَقَدَ المتخاذلونَ أنها أصبحت من الماضي، بل جاءت القمة في بيان أكد تمسّك الأردن ومصر وفلسطين بها، تبدأ من التمسك بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية لتحقيق السلام الشامل والعادل.

وأكدت القمة الثلاثية على الثوابت التالية:

- حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وفي تجسيد دولته المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

- حل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية، وتحقيق حل الدولتين ووفق المرجعيات المعتمدة.

- وجوب تنفيذ إسرائيل التزاماتها وتعهداتها وفقًا للقانون الدوليّ والقانون الدوليّ الإنسانيّ، والاتفاقات والتفاهمات الدولية السابقة، بما فيها تلك المُبرمة مع الجانب الفلسطيني، وكذلك الالتزامات السابقة المُتعددة بما في ذلك ما جاء في مُخرجات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ.

- وقف الاعتداءات الإسرائيلية وتهدئة الأوضاع على الأرض تمهيدًا لإعادة إحياء مفاوضات السلام.

- رفعُ الحصار عن قطاع غزة، وغيرها من الممارسات التي تؤجّج التوتر والعنف وتُهدد باشتعال الأوضاع.

- الإفراج عن الأموال الفلسطينيّة المُحتجزة لدى إسرائيل دون سند قانونيّ، وبما يُخالف الاتفاقات المبرمة في هذا الشأن.

- وقف جميع الأنشطة الاستيطانية ومُصادرة الأراضي الفلسطينيّة، والتهجير القسريّ لأبناء الشعب الفلسطيني من منازلهم وتغيير طابع وهوية مدينة القُدس.

- وقف إرهاب المستوطنين والتيارات المُتطرفة، ووضعهم موضع المساءلة.

- التأكيد على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في الحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.

- رفض أية محاولات لتقسيم المسجد الأقصى المُبارك زمانيًا أو مكانيًا.

- الاستمرار في الجهود بالتعاون مع القوى الدوليّة الرئيسية والأطراف المُهتمة بالسلام؛ لإعادة إحياء عملية سلام جادة، وذات مغزى، تستند إلى قواعد القانون الدولي.

- التأكيد على أهمية دور الرئيس عبد الفتاح السيسي وجمهورية مصر العربية في توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، الذي يعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطيني، لما لذلك من تأثير على وحدة موقفه وصلابته في الدفاع عن قضيته.

- البناء على اجتماع الأُمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي استضافته مصر مؤخرًا، للم الشمل الفلسطينيّ، بمدينة العلمين يوم 30 يوليو (تموز) 2023.

واضح أنّ ما تضمنه البيان الختامي، يؤكّد على أنّ السلام يبقى خيارًا استراتيجيًا، ويعد السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الفلسطينيين، وفق القرارات الشرعية الدولية. ولكن في ظلّ الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو الذي اعلن عن دفن حل الدولتين، تعد مخرجات القمة خطوة سياسية مهمة تحتاج إلى دعم المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل وإقناعها بضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، والدخول مجددًا في عملية سلام جادة، الا أنّ الواقع مختلف تمامًا في ظلّ أسوأ حكومةٍ صهيونيةٍ متطرّفة، ويبقى الخيار السلمي الورقة الرابحة في ظل الدبلوماسية العربية.. إلا أنها تحتاج الى دعم وضغط دوليينِ كبيرين.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد