الملك يوجّه رسائل مهمة من الأمم المتحدة

mainThumb

21-09-2023 01:46 AM

تضمّن خطاب جلالة الملك في الجمعية العامة للأمم المتحدة رسائل مهمة، وجهها جلالته للأسرة الدولية، تعلقت بمخاطر الكوارث الطبيعية والمفتعلة جراء الحروب والأزمات السياسية، وما سببته من أزمات لجوء إنساني كارثي.

واتخذ جلالته من المحفل الدولي مناسبة وفرصة لتسليط الضوء على الجهد الأردني المتميز في إدارة أزمة اللاجئين السوريين، ومدى تحمله وحيدًا في إدارتها؛ لإنقاذ الإنسانِ السوري من ويلات الحرب، وإحاطته بأجواء تشعره بالأمان والطمأنينة، وهو ما فعلته الدولة الأردنية، وتستمر به منذ عشرات السنوات، في إغاثة المنكوبين وتقديم يد العون لهم.

لكن، جلالة الملك، وجه رسالة أممية واضحة وصريحة، حين قال إن: «المسؤولية في التعامل مع اللاجئين ما زالت تقع على عاتق الجميع؛ لأن العالم لا يملك ترف التهرب من مسؤوليته، ليترك خلفه جيلًا ضائعًا».

نعم، فأزمات اللجوء، هي في الواقع أزمات دولية، وعلى المجتمع الدولي، ككل، تحمل مسؤولياته تجاهها بكل عدالة، ودون تمييز، ويمكن هنا أن نشير إلى ما حدث مع اللاجئين السوريين الذين مات الكثير منهم في البحار، في قصص مأساوية يندى لها الجبين أثناء رحلة اللجوء إلى أوروبا، في حينِ استقبلت أوروبا اللاجئين الأوكرانيين بالورود، ووفرت لهم سبل العيشِ كافة.

إن أخطر، الرسائل التي جاءت في خطاب جلالته، أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الوقت الراهن أمر مستبعد، بل إنه من المرجح حدوث موجات نزوحٍ جديدة، في المستقبل، وهو ما يعطي مؤشرًا لاحتمالية تفاقم الأزمة السورية، إذا لم يتم التوصل إلى حل وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، كما أنّ الأردن لن يكون قادرًا على استضافة المزيد من اللاجئين لو حدث ذلك.

كما أكد جلالته، في خطابه على المقترحِ الأردني لحل الأزمة السورية القائم على نهج الخطوة بخطوة طريقًا إلى الأمام، للتعامل مع الحكومة السورية، بالتشاور مع الأمم المتحدة ووضع خارطة طريق للحل التدريجي، وهو ما يضمن حماية الأردن، من أية تهديدات مستقبلية قد تمس الأمن الوطني جراء تفاقم واستمرار هذه الأزمة.

أما القضية الفلسطينية، فقد حظيت بمساحة مهمة من خطاب جلالته أمام الأسرة الدولية، إذ أكد جلالته أن عام 2023 هو الأكثر عنفًا ودموية بالنسبة للفلسطينيين خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، موجهًا رسائل مهمة حول جدية المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، ومدى مصداقيته في التعامل مع هذا الملف المعقد.

وحمايةً للأجيال الفلسطينيّة المقبلة، وجه جلالته رسالة مهمة بضرورة الإبقاء على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيينَ (الأونروا)، ودعمها، لإنقاذ الأجيال الفلسطينيّة من براثن الجهل والتطرف، ومن الذين يستغلون إحباطهم ويأسهم، وذلك عبر ضمان استمرار انخراطهم في المدارس التي ترفع راية الأمم المتحدة.

خطاب برسائل ملكية، مغلفة بمضامين إنسانية، لإنقاذ المتضررين من الكوارث الطبيعية أو السياسية، كما هو واقع الحال في الأزمة السورية والقضية الفلسطينية، وضحايا الزلازل والفيضانات كما وقع في تركيا والمغرب وليبيا... وكثير من الأزمات التي تفوق قدرات الدولة الواحدة، وهو ما يتطلب أن تتحمل الأسرة الدولية مسؤولياتها الإنسانية مجتمعة دون تلكُئٍ أو تمييز أو ازدواجية في التعامل مع هذه الأزمات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد