7 أكتوبر

mainThumb

10-10-2023 02:26 AM

عوَّدَتْنا سينما هوليود على ثقافةِ الفردِ الأميركي الواحِدِ القادرِ على أنْ يهزمَ جيشاً مدجَّجاً بأكثَرِ الأسلحة تطوّراً وفتكا. هذا النموذجُ الذي يعرفُ بـ(البطلِ الأميركيّ) الذي لا يعرف المستحيل، بل يحيلُهُ إلى نصرٍ مظفر، إذْ دائماً وأبداً "لا غالِبَ لَه"، فقط لأنّه أميركي، يتفوّق على كلّ البشر بقوته وعبقريته.
لكن، الواقعَ أنَّ الجيوش الأميركية في تاريخِها الحربيّ، افتقرت إلى هذا الأميركيِّ الخارِقِ، ولجأت إلى مهاجمة دولٍ ضعيفةٍ، في حروبٍ غيرِ متكافئة عبر تاريخِها العسكريّ، من فيتنام إلى بَنَما والعراق والصومال والقائمة تطول موقعةً المجازرَ بين الأبرياء، سواءً أكانوا في حفلات زفاف كما وقع في أفغانستان المدمّرة أو في الملاجئ، ومأساة ملجأ العامرية في العراق حاضرة بقوة في الذاكرة.. والقائمةُ تطول جدًا .
الحلمُ الأميركيّ في صناعةِ البطلِ الخارق، ظلَّ حبيساً في دُور سينما هوليود، ولم يتحوَّل إلى حقيقة. فأميركا التي تدعَمُ إسرائيل في ظلْمِها وطُغيانها، تقفُ اليومَ مشدوهةً مستغربةً مِمّا يجري في غزة، فهي تشاهدُ اليومَ ترجمةً حقيقةً لأفلامِها التي أنشأتْ عليها أجيالًا أميركيةً كثيرة، فهاهُمْ يَروْنَ الحلم حقيقةً.
العالَمُ اليوم، يرى الإرادة الحقيقية والتصميمَ البطوليَّ، لشعبٍ عانى القتلَ والاغتصابَ والسرقة والتنكيلَ وكل صنوفِ العذاب، يخرجُ من بين الحُطامِ ينقَضُّ على عدوِّهِ في ضربةٍ موجعةٍ مفاجئةٍ لم يتوقَّعْها حتّى في الأحلام .. بل إنْ ما قامَ به أبطالُ القسّام تجاوز كلَّ سيناريوهاتِ أفلام هوليود؛ فمن يشاهد مقاطع الفيديو للأعمالِ البطولية، التي نفَّذها أبطالُ المقاومة ضدَّ الاحتلالِ الصهيونيّ، لا يكادُ يصدِقُ أنّ هذا حقيقيٌ، فهو أقرب إلى الأعمال السينمائيّة غيرِ الواقعيّة.
ما قامت به كتائبُ الشهيد عز الدين القسام، من عمليةٍ مباغتةٍ وتاريخيةٍ في 7 أكتوبر (تشرين أوّل) 2023، فاجَأَ الجميع، الصديق قبل العدو، إذْ أثبتت وتثبتُ للجميع أنّ هذا "البعبع" ما هو إلا عبارة عن كيانٍ هشٍ، وإنْ تفوقَ بأسلحته الفتاكة، إلا أنه لا يملكُ الإرادة والجُرْأة في مواجهةِ عناصر المقاومة الفلسطينيّة في الميدان، وما شاهدناهُ، من مقاطع فيديو لعملياتِ المقاومة في مناطق غلاف غزة، ومِن سقوط القواعد العسكريّةِ الواحدةَ تلوَ الأخرى، دليلٌ واضحٌ على هشاشةِ هذا الكيان، الذي لا يتمتَّعُ بأيِّ عمقٍ استراتيجيٍ ويثبتُ أنّه عبارةٌ عن حارةٍ صغيرةٍ، لا يصمد أمام فصيل فلسطيني.
ويحقُّ لنا أن نحلُم. وأن نتخّيل..، فماذا كانَ سيحدُثُ لهذا الكيان، لو أنَّ ما قامت به كتائب القسام، كان موسّعاً في جميع مناطق فلسطين المحتلّة بمشاركةِ فصائل المقاومة كافة، ولو أنّ آلاف المسلّحينَ تغلغلوا في المدنِ والقواعد العسكرية وسيطروا على المطاراتِ ومستودعاتِ الصّواريخ، وقتها كُنّا سنصحو من نومِنا ذلكَ اليوم، ونجدُ أنَّ إسرائيل قد "كُشِطَتْ".. أيْ قُلِعَتْ من قعْرِها.
ما قامتْ به حماسُ خطيرٌ جداً على مستقبل هذا الكيان، بل مرعبٌ له، وخلطٌ للأوراق الأمنية والعسكرية والسياسية في المنطقة، فإنْ أرادت إسرائيلُ العيش بسلامٍ في المنطقة، فلا طريقَ أمامها سوى تسليمِ الشعبِ الفلسطينيِّ أرضَهُ كاملةً دون نقصان، وإلا فإنّها إلى زوالٍ قريبٍ.. ولن تنفعها استغاثةُ نتنياهو "زيلنسكي رقم 2" بــ (ماما أميركا)..!!.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد