ومن البرد ما قتل
على وقع صواريخ إسرائيل اللامتناهية في غيها وقتلها لجموع الفلسطينيين، حل الشتاء القارص على جماهير الغلابى بكثير من الوجع والألم وضيق الحال، ولتضرب الطبيعة شعبنا البطل في عظامه وقلوبه وخيامه التي انهكتها رياح الشتاء وحرارة الصيف من قبلها.
سبعة أشخاص قضوا في قطاع غزة بفعل البرد في أسبوع واحد منهم 6 أطفال وطبيب مختص، دفعوا حياتهم بعد أن تجمدت عروقهم مع اشتداد البرد وتفاقم الوجع والعوز.
إلا أن الوجع والألم اللذين تسببت بهما الطبيعة لا يذكران أمام الوجع الناجم عن تنكر العالم لمعاناة الفلسطينيين، وسكوته على محرقته وتواطؤ مستواه الرسمي مع ماكنة القتل الإسرائيلية المتواصلة إما بالدعم الضمني للاحتلال، أو التغاضي عن جرائمه أو بتزويده بالسلاح أو بحماية موقفه في المحافل الدولية والذهاب نحو توظيف الفيتو لاستمرار المقتلة في الأرض المقدسة.
جريمة طالت أكثر من مليوني إنسان أبيدت من خلالها كامل مكونات الحياة بشراً وحجرا وشجرا، فمن لا تقتله النيران يقتله الجوع، ومن لا يقتله الجوع تقتله الحسرة، ومن لا تقتله الحسرة يقتله البرد.
برودة أعصاب العالم وهو يبرر للاحتلال أفعاله إنما تقتل البشر جميعاً، وتفني قيمهم، وتمحق مبادئهم، وتلوث معتقداتهم، وتسحق قناعاتهم، فكيف لموت النساء والأطفال والشيوخ والرضع الخدج ومعهم المشافي والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمصانع والبنى التحتية وكامل مقومات البقاء أن يصنع واقعاً مقبولاً ومبرراً ومشرعناً لدى قلة قليلة تتحكم بالبشر والبشرية؟ قلة من أصحاب النفوذ والقرار في مقابل جحافل لامتناهية من البشر الذين يرفضون الحرب والحرق والسحق والمحق!
لقد تاهت البشرية، ومات الوجدان، وضاع الضمير، وتآكلت القيم، واستترت الإنسانية على وقع 460 يوماً من الحرب والقتل والتقتيل، لتشكل برودة الطقس وبرودة أولئك الذين تعايشوا مع هكذا حال نقطة فارقة في حياة البشر، خاصة لما شكلته من سقوط قيمي وهبوط أخلاقي غير مسبوقين.
ولعل شعور الفلسطينيين إزاء من استكانوا وتواطؤوا وطبلوا وهللوا لجريمة العصر، وإزاء من ماتت مشاعرهم فباركوا ويباركوا لإسرائيل فعائلها، لهو شعور مجبول بالجرح والوجع والخذلان، خاصة من أبناء جلدتنا ممن انبطحوا وينبطحون، وطبعوا ويطبعون، وتقاعسوا ويتقاعسون، بصورة فاقعة جرتهم إلى مربعات النكران وإدارة الظهر.
من البرد فعلاً ما قتل، فبرودة التعامل مع معاناة الفلسطينيين وعجز العالم أمام الاحتلال الإسرائيلي، لهو أكثر إيلاماً من برد الشتاء الذي يقود نحو موت محتوم. فهل تستفيق البشرية أما يستمر توازي برد الشتاء مع برودة أعصاب المتخاذلين؟ ننتظر ونرى!
شويتسه تؤكد أهمية العمل الجماعي من أجل المتوسط
الأردن يدين توغّل القوات الإسرائيلية وقصفها بلدة بيت جن
اضطراب مبكر بالدوامة القطبية .. ما تأثيره على منطقتنا
تراجع استثمارات الشركات في بريطانيا
وزير الخارجية: الأردن ملتزم بدعم حقوق الشعب السوري
إيران تقاطع قرعة كأس العالم 2026
كالاس: مستوى السلام العالمي يشهد تراجعاً
دور الذكاء الاصطناعي في ترسيخ الحوكمة
تقاضى مبالغ مالية مقابل ترخيص محلات .. والمحكمة تصدر قرارها
دليلكم للتعرف على سمك الناجل وكيفية تحضيره
فاقدون لوظائفهم في وزارة الصحة .. أسماء
تعيين وتجديد وإحالة للتقاعد بهيئة تنظيم الاتصالات .. أسماء
ما هي مكونات المارشميلو .. طريقة تحضيره في المنزل
أساتذة جامعيون يمتنعون عن معادلة شهاداتهم الجامعيّة
توجيه مهم من التربية لمديري المدارس
قرار حكومي لتنظيم عمليَّة التنبُّؤات الجويَّة
وفد سوري رفيع يزور عمّان لإعلان التوأمة التجارية
الأعرج رئيساً تنفيذياً لشركة كهرباء المملكة


