ضرب بالمندل

mainThumb

19-05-2025 11:47 PM

قبل زيارة ترمب للدول الخليجية، خرجت علينا بعض المنابر الإعلامية تُلخص نتائج الزيارة بالقول إنها حققت اعترافاً بدولة فلسطين. وحتى لا نُطيل الحديث، هذا الأمر مستبعد تماماً. كل واحد منا يتمنى ما يطمح إليه، ويريد أن يشتريه بالمال، كما نقول دائماً:
"يا ريت كل المشاكل تُحل بالمال!"
لكن قضايا الأوطان ليست من تلك الأمور. هناك من يشتري راحة البال ونومه الهادئ، قائلاً: "يا دار ما دخلك شر"، بينما نحن الشعوب نختلف في الرأي بين تحليل الموقف وفهم الإشارات، مثل حركات الوجه والعيون والأيدي. إشارة واحدة لم نختلف عليها: كيفية عد الأموال بالترليون!
حتى أن البعض سأل: "الترليون فيه كم صفر؟"
مع ذلك، لا يهمنا إلا أن تحقيق ما نفكر فيه صعب، ليس بسبب التفكير خارج الصندوق، بل بسبب عدد الأصفار.

لكنني تذكرت قولاً قديماً عن حق العرب، مع هز الفنجان، حيث يبدو أن ثمن الدماء يُقاس بما في داخل الفنجان. ومع ذلك، لم أجد مصطلحاً يُغير معالم العالم، الذي تغرقه الجوع، والدماء المشبعة بالكرامة، ودموع الخذلان، وصيحات النساء والأطفال، وصوت القنابل والصواريخ.
ومع كل هذا، كلمة "حق العرب" لم تكن في الميزان.

كثرت الثرثرات الإعلامية، حتى أنني لخصت ما صادفته في أحد برامج الطبخ على إحدى قنواتنا، حول كيفية معرفة ما إذا كانت البطيخة حمراء أم بيضاء.
طرحت على الشيف المبدعة أسئلة: هل إذا ضربنا البطيخة وسمعنا صوتاً في الداخل، تكون حمراء؟ أم إذا كانت قمعة البطيخة جافة تكون حمراء؟
فأجابت الشيف، مخترقة كل الأعراف والتقاليد، قائلة: "لا تردوا على هذا الكلام، البطيخة الحمراء لا تُميز بوصف، اختارها وحظك!"

ونحن كذلك ضربنا كل المواقف بعرض الحائط، ولم ندرك النتيجة الظاهرة للعلن. القصة ليست مجرد بطيخة كما نفهمها، بل ترتبط بحق العرب...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد