كيف نردّ على حلم إسرائيل الكبرى

mainThumb

18-08-2025 12:50 AM

تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو المتعلّقة بحلم توراني ديني بقيام "إسرائيل الكبرى" على أراضٍ تشمل 6 دول عربية هي؛ سوريا ولبنان والأردن والعراق وجزء من مصر ومن السعودية، لتحقيق الحلم الصهيوني من النيل حتّى الفرات، تبدد آمال السّلام والتعايش مع هذا "الكيان الغريب" كما روّج الغرب وبعض العرب لذلك.

هذه التصريحات التي جاءت على لسان أعلى مسؤول صهيوني، لا نستطيع أن نصفها بــ "الهرطقات أو الوهم"، فهي لم تأتِ من مسؤول هاوٍ أو حاخام متطرف بلا سلطة، بل جاءت من رئيس حكومة منتخبة من الشعب اليهودي، وقد بدأ بحربه في تحقيق سبيل ذلك منذ أكثر من عامَين، حروب في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا واليمن وإيران، وما زال الكيان على أهبة الاستعداد لفتح أيّ جبهة وشن أيّ اعتداء على أيّ دولة في الإقليم بدعم وغطاء غربي واضح.

تصريحات نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تقتضي على الدول المعنية بالاستهداف خصوصاً وباقي دول العالم العربي عموماً، صحوة من كبواتها، والتعامل بجدية مع هذه التهديدات، وعدم الاكتفاء بإدانتها ببيانات الشجب أو استخدام مصطلح ما يسمى "أشدّ العبارات" الذي يستفزني أحياناً ولا أفهمه، وما هي أشدّ العبارات وما مدى تأثيرها في تحقيق حماية الأوطان والشعوب؟!

أمام هذا المشروع التوراتيّ الذي تتبناه حكومة التطرف الصهيونية اليوم، يجب أن يقومَ مشروع عربي واحد وقوي، يستند إلى إعادة النظر في اتفاقيات السلام المبرمة كافّة، وسياسة التطبيع مع هذا الكيان الذي لم يعد يحترم سيادة جيرانه والتفاهمات المبرمة معهم، ويراهم غنائم من الممكن ابتلاعها عندما تحين الفرصة، وأنّ سياسة التعمية أو التغاضي عن هذا المشروع الصهيوني يضع المنطقة العربية وشعوبها في مهبّ الريح أمام كيان متطرف أُنشئ على أساطير دينية قديمة بدعم غربي قوي، في أرض فلسطين بوصفها نقطة بداية ليكتمل مخطط بناء "الدولة اليهودية" من الفرات إلى النيل في الوقت الذي يرونه هم مناسباً.

إضافةً إلى إعادة النظر في اتفاقيات السلام وعملية السلام كلياً، على الدول العربية أن تطالب بتوضيحات من هذا "الكيان" حول تصريحات رئيس وزرائه، وتقديم اعتذار للدول المعنية.

وعلى الدول العربية التي تقيم علاقات اقتصادية مع هذا "الكيان" تجميدها فوراً، وأي علاقات أخرى في أيّ مجال كان، فلا بدّ للعالم العربي اليوم أن يرجع إلى المربع الأوّل في التعامل مع هذا الكيان، الرافض رسمياً للسلام والتطبيع في محيطه العربي، ويسعى لابتلاع دول ذات سيادة.. !!

ما صدر عن الكيان الصهيوني من تصريحات حول مخطّطه التوسعي يقتضي وقفة عربية جدية، ومراجعة كبيرة للذات وإصلاحاً للداخل عبر بناء الإنسان والمؤسّسات وصولاً إلى موقف موحد حقيقي وقوة حقيقية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد