سوريا .. فجرٌ جديد يشرق من صناديق الاقتراع

mainThumb

05-10-2025 11:25 PM

يشهد الشعب السوري الشقيق اليوم لحظةً فارقة في تاريخه الحديث، وهو يطوي صفحةً أليمة من الصراع والألم، ليفتح صفحةً جديدة عنوانها الأمل، الديمقراطية، والمستقبل. لقد أنهت سوريا أول انتخابات برلمانية منذ سقوط النظام السابق، في مشهدٍ حمل رمزيةً عميقةً تتجاوز حدود السياسة، ليُعلن أن إرادة الشعوب أقوى من الطغيان، وأن صوت المواطن حين يُطلق من رحم المعاناة، يعبّر عن ميلاد وطنٍ جديد.

إنّنا إذ نُبارك للشعب السوري هذا الإنجاز التاريخي العظيم، نؤكد أنّ هذه الانتخابات يجب أن تكون نقطة انطلاق نحو عهدٍ جديد من الحرية والمشاركة الشعبية الحقيقية، وأن تُدار في مناخٍ من النزاهة والشفافية، بعيدًا عن الإقصاء أو التهميش أو الوصاية. فالانتخابات لا تكتسب معناها الحقيقي إلا حين تكون مرآةً صادقة لإرادة الشعب، تعبّر عن تطلعاته وآماله، وتُعيد إليه حقه في تقرير مصيره وصياغة مستقبله.

لقد قدّم السوريون، خلال سنواتٍ من الألم، أروع أمثلة الصبر والصمود، وآن الأوان أن تُكلَّل تضحياتهم بنظامٍ ديمقراطي حقيقي، يُعيد للمواطن مكانته، وللدولة هيبتها، وللمؤسسات شرعيتها. إنّ بناء سوريا الجديدة لا يكون إلا على أسس المواطنة، وسيادة القانون، وتكافؤ الفرص، واحترام حقوق الإنسان.

نأمل أن تسير سوريا بثباتٍ على طريق الديمقراطية، وأن تُعزَّز فيها الحريات العامة والمؤسسات الوطنية، لتغدو نموذجًا في المنطقة لدولةٍ حرةٍ موحدةٍ ديمقراطية، تضم جميع أبنائها على اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم، في إطار من التعايش والعدالة والمساواة.

إنّ دماء السوريين وتضحياتهم تستحق أن تُثمر دولةً عادلةً تفتح ذراعيها للجميع، وأن يكون البرلمان المقبل صوت الشعب لا صدى السلطة، ومنبرًا للوحدة الوطنية لا ساحةً للانقسام. فالديمقراطية ليست رفاهية سياسية، بل هي الضمانة الوحيدة لصون كرامة الإنسان وتحقيق الاستقرار الدائم.

وفي الختام، نقولها بكل صدق وإيمان:

تحية إجلال للشعب السوري العظيم... ولتكن هذه الانتخابات بداية عهدٍ تُكتب فيه الحرية بحبرٍ من الأمل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد